فيما حذر الاطباء بان اهالي قطاع غزة قد يشهدون خلال المرحلة القادمة الكثير من الامراض الفتاكة نتيجة السموم التي انبعثت من القذائف الفوسفورية التي استخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي في حربه الاخيرة على قطاع غزة اكدت مصادر محلية في قطاع غزة بان امراة وضعت مولودا قبل ايام مشوه وغير مكتمل القلب نتيجة استنشاقها غازات سامة خلال الحرب الاسرائيلية. وشنت اسرائيل عدوانا على قطاع غزة في الثامن والعشرين من شهر كانون الاول (ديسمبر) 2008 استمر 21 يوما، واستخدمت في عدوانها اسلحة محرمة دوليا مثل قذائف الفوسفور الامر الذي ادى لاستشهاد واجرح الالاف من الفلسطينيين معظمهم من الاطفال والنساء. وافاد تقرير حقوقي ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت خلال الحرب الاخيرة على غزة 1419 شخصا، بينهم 1167 (82.2 بالمئة) من غير المقاتلين، بمن فيهم 918 مدنيا و249 شرطيا يحظون بذات الحماية التي يتمتع بها المدنيون وفقا لقواعد القانون الانساني الدولي. جاء ذلك في تقرير شامل اصدر 'المركز الفلسطيني لحقوق الانسان' تحت عنوان 'مدنيون مستهدفون' حول العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة خلال الفترة بين 27 كانون اول (ديسمبر) 2008 و18 كانون ثاني (يناير) 2009. وحسب التقرير؛ فانه كان بين الضحايا المدنيين 318 طفلا، اي ما نسبته 22.4 بالمئة من العدد الاجمالي و34.6 بالمئة من الضحايا المدنيين، و111 امراة، اي 7.8 بالمئة من العدد الاجمالي و12 بالمئةمن الضحايا المدنيين. واوضح ان الضحايا من النساء والاطفال البالغ عددهم (429) طفلا وامرأة يشكلون (30.2 بالمئة) من اجمالي الضحايا و(46.7 بالمئة) من اجمالي الضحايا المدنيين. ووفقا لما اعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فان عدد الجرحى الفلسطينيين بلغ نحو 5300 شخص، من بينهم نحو 1600 طفل (30 بالمئة) من اجمالي عدد المصابين، و830 امراة، اي نحو (15.6 بالمئة) من اجمالي عدد المصابين. واكدت مصادر حقوقية بأن اسرائيل استخدمت اسلحة محظورة دوليا في حربها الاخيرة ضد قطاع غزة، محذرة من مخاطر تبعات استخدام تلك الاسلحة على حياة اهالي قطاع غزة وما قد تحلقه بهم من امراض. وحسب مصادر طبية في قطاع غزة فان الفحوصات المخبرية بينت ان القذائف والاسلحة التي استخدمتها اسرائيل في حربها الاخيرة على قطاع غزة تحمل سموما فتاكة قد تظهر اثارها مستقبلا على شكل امراض خبيثة. واظهرت الفحوصات التي اجريت على عدد كبير من جرحى العدوان الاسرائيلي ان الاحتلال استخدم مواد سامة في اسلحته، تؤدي الى تهتك خلايا الجسم وبتر اجزاء منها، الى جانب القنابل المشحونة بمادة الفوسفور الابيض والتي تؤدي ملامستها او استنشاقها الى احتراق الجسم بشكل خطير للغاية. وحسب المصادر الطبية الفلسطينية فن اثار تلك الاسلحة الاسرائيلية بدات تظهر على اهالي قطاع غزة من خلال وضع اطفال مشوهين وغير مكتملين النمو مثل حالة المواطنة ام عبدالله النخالة. ونقل عن المواطنة ام عبد الله النخالة من سكان حي الدرج القريب من جبل الريس، وهي المنطقة التي شهدت قصفا اسرائيليا عنيفا وتعرضت لقذائف الفوسفور، انها وضعت مولودا قبل ايام غير مكتمل القلب. وتقول النخالة، وهي ام لاربعة اطفال، انها كانت حاملا في ايامها الاولى خلال الحرب، وقبل خمسة ايام وضعت طفلا في مشفى الشفاء، واخبرها الاطباء ان المولود يعاني من عدم اكتمال نمو القلب، حيث لا يوجد له بطين ايسر، ولا يضخ الدم للجسم بسبب تسدد الصمام والشريان الرئيسي. واوضحت ان الاطباء اخبروها بان هذا المولود قد يفارق الحياة في اي لحظة، حيث يعجز الطب في غزة عن علاج مثل هذه الحالات. وقالت ام عبد الله ان الاطباء اخبروها بان السبب الرئيسي لحالة وليدها استنشاقها لغازات سامة خلال الحرب الاسرائيلية. كما اكدت لمراسل 'اخبار فلسطين' انها واثناء حملها لم تستنشق اي مواد مؤثرة خلاف السموم الاسرائيلية، وان المنطقة التي تقطن فيها تعرضت لغارات اسرائيلية كثيرة، كانت تشعر بسببها بضيق في التنفس. وناشدت الوالدة النخالة كافة مؤسسات حقوق الانسان لعمل المزيد من الجهد لفضح جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل في غزة. وكان الدكتور 'هيثم مناع' منسق التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدوليين قد اكد في محاضرة القاها في مركز فلسطين للدراسات بمدينة غزة بتاريخ 10 حزيران (يونيو) الماضي ان قطاع غزة تعرض الى كارئة حقيقية في عدوان اسرائيل الاخير مؤكدا انه قد تم العثور على 12 مادة سامة في اماكن القصف عرضت على المختبرات الدولية في روما وباريس حيث رفضت تلك المختبرات تسليم نتائج فحصها لهم 'لاعتقادها انها احضرت من اماكن تدور فيها احداث نووية، وهذا يعني ان المخابر اثبتت حدوث ظواهر غير طبيعية في غزة ادت الى تفتت خلايا اجساد المصابين بشكل غير عادي'.