اعترف الجيش الإسرائيلي باستخدام قذائف فوسفورية في عدوانه على قطاع غزة، وذلك بعد احتجاجات وشكاوى عديدة فلسطينية ودولية منذ الأيام الأولى للعدوان. وذكرت صحيفة «معاريف « الإسرائيلية أن الجيش اعترف بإطلاق قذائف مدفعية اشتملت على قطع قماش مشبعة بالفوسفور بادعاء إنشاء ستار دخاني. وحسب الصحيفة , فإن الجيش ادعى أنه استخدم هذا النوع من القذائف في مناطق مفتوحة بالقطاع، لكن المشاهد التي تم نقلها عبر شاشات التلفزيون طوال الأيام ال23 للحرب, أظهرت إطلاق هذه القذائف في قلب المناطق المأهولة بالسكان , وأنه تم استخدامها بصورة مكثفة للغاية. وزعم الغزاة أن الهدف من استخدام هذه القذائف هو تحديد أهداف وتفجير عبوات ناسفة ، وأن استخدامها تم بما يتوافق مع القانون الدولي، وحسبما هو معروف للجيش, فإنه لم يتم استخدامها بمناطق مأهولة. ونقلت «معاريف «عن منظمات حقوقية دولية تأكيدها أن الحديث لا يدور عن هذه القذائف فقط، وإنما عن نوع آخر كان يسقط على الأرض في قطاع غزة وينشر مادة الفوسفور الحارقة في كل مكان. وكانت المنظمات الحقوقية الدولية قدمت شكاوى واحتجاجات متكررة منذ بداية الحرب حول استخدام الجيش الإسرائيلي القنابل الفوسفورية في مناطق مأهولة بجميع أنحاء القطاع. وأعلنت منظمة العفو الدولية أن بحوزتها أدلة دامغة حول استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية في حربها على غزة. وأكدت المنظمة أن بعثة من قبلها زارت القطاع ووجدت أدلة لا تقبل الشك باستخدام كبير من جانب إسرائيل قنابل فوسفورية تم إطلاقها باتجاه مناطق ذات كثافة سكانية عالية بمدينة غزة وشمال القطاع. واتهمت منظمة الصليب الأحمر الدولي أيضا إسرائيل باستخدام القنابل الفوسفورية المحظورة طوال فترة الحرب. ونقلت «تايمز» البريطانية صورة مصغرة لمعاناة الفلسطينيين من ضحايا العدوان متمثلة في الطفل محمود مطر الذي فقد بصره , وأصيب بحروق شديدة نتيجة القصف باستخدام الفوسفور الأبيض. وأشارت الصحيفة إلى أن العدوان على غزة قد يكون انتهى، لكن محمود 14) عاما( لن يتمكن من الإحساس بالهدوء الذي خيم على بلدته جباليا بسبب فقده حاسة البصر وإصابته بحروق من الدرجة الثالثة في معظم جسده. وذكرت أيضا أن شهود عيان وصفوا علامات القصف بالفوسفور الأبيض بأنها كانت دخانا أبيض سميكا , وذا رائحة نفاذة، وتظل هذه المادة مشتعلة حتى تطفأ بالرمل، مضيفة أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بحروق في نفس الهجوم. وكان الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون ، قد دعا الى محاسبة المسؤولين عن قصف مبان ومدارس تابعة للامم المتحدة بقطاع غزة ، في اعقاب الحرب الاسرائيلية التي استمرت22 يوما على غزة. وقال بان ، من امام مبنى الاممالمتحدة الذي لا يزال يتصاعد منه الدخان بعد ان قصفته القوات الاسرائيلية اثناء الحرب على غزة ، «»هذا هجوم مشين وغير مقبول على الاممالمتحدة»». واضاف «»يجب اجراء تحقيق كامل وتقديم تفسير تام لضمان عدم تكرار هذا العمل مطلقا. ويجب اجراء محاسبة عبر نظام قضائي ملائم»». ووصف بان كي مون مشاهد ما بعد الحرب في غزة، بانها «»ينفطر لها القلب»». وهو اول زعيم من العالم يزور القطاع بعد وقف اسرائيل هجومها على القطاع . واضاف «»لقد احتججت عدة مرات ، واليوم انا احتج مرة اخرى باقسى العبارات وادين ذلك. وطلبت اجراء تحقيق كامل ومحاسبة المسؤولين»».