احتفى مئات الآلاف المغاربة في مسيرة مليونية بالعاصمة الاقتصادية صبيحة يوم الأحد 18 يناير 2009 بانتصار المقاومة في مسيرة وطنية حاشدة تضامنا مع أهالي غزة الشقيقة جراء العدوان الغاشم الذي استمر22 يوما، وقدرت اللجنة المنظمة عدد المشاركينبأزيد من مليون شخص، حجوا إلى البيضاء من مختلف مدن المغرب. وتميزت المسيرة التي طغى عليها حضور الحركة الإسلامية، بحضور نسائي لافت ، وحضور شبابي تعزز بمشاركة تلاميذ الثانويات والإعداديات، كما تميز بحضور قوي لهيئة المحامين بالبيضاء، لكن غاب عنها زعماء بعض الأحزاب الوطنية ووزراء الحكومة. وخلال المسيرة أحرق المشاركون العلم الإسرائيلي، ومجسمات نعوش الهيئات العربية والدولية، مرددن شعارات تدين العدوان من قبيل أولمرت يا ملعون فلسطين في العيون..، غزة غزة رمز العزة... ومن جهة أخرى كشف خالد السفياني أن محامين ورجال قانون على المستوى الدولي يعملون الآن بجنيف من أجل رفع دعوى قضائية دولية ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وقال السفياني الذي يوجد الآن بجنيف من أجل الغرض نفسه، إن محامين مسلمين وغيرهم، ومنظمات حقوقية دولية بدأت في وضع إجراءات الدعوى من أجل محاكمة قادة الكيان الصهيوني وشركائه فغي العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة. هذا، واتهمت منظمات حقوقية عربية ودولية الكيان الصهيوني بأنه ارتكب جريمة ضد الإنسانية في غزة، كما اتهمته أخرى بأنه ارتكب جريمة حرب، ومارس إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني خلال العدوان الأخير. وكانت هاته المنظمات، ومحامون دوليون قد طالبوا محمود عباس الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته منذ 9 يناير الجاري، بتقديم شكاية لدى المحكمة الجنائية الدولية، تعتبر أن الكيان الصهيوني ارتكب جريمة ضد الإنسانية، غير أنه رفض. من جهة أخرى، قال خالد السفياني، إن وقف إطلاق النار من جانب واحد يعني هزيمة للكيان الصهيوني في الميدان، خاصة وأنه لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة، وقال إن إطلاق 18 صاروخا صبا أمس الأحد هي رسالة من المقاومة أنها لا زالت قوية، وأن هدف وقف إطلاق الصواريخ لم يتحقق. كما أنه بعد 22 يوما من همجية الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال والنساء والمرضى، لم تدفع الشعب الفلسطيني للاستسلام ولا أن يرفع الراية البيضاء، بل أبان عن صمود أسطوري كبير. وأكد السفياني أن جنون الكيان الصهيوني وهمجيته ضد المدنيين، يعبّر عن أن الصهاينة لم يتقدموا في الميدان، ولم يستطيعوا احتلال مدينة غزة. وقال إن وقف إطلاق النار من جانب واحد هو إعلان هزيمة الكيان في عدوانه. هذا، واعتبر عبد الصمد بلكبير، محلل سياسي، أن عدم تحقيق الكيان الصهيوني لأي من أهدافه المعلنة، يعني انتصارا سياسيا للمقاومة، ولحركة حماس وفصائل المقاومة، وللشعب الفلسطيني الصامد، وقال أيضا إن ذلك يعني فشلا ذريعا للصهاينة في عدوانهم، كما أنه فشلا ذريعا للأنظمة العربية التي تواطأت مع الكيان الصهيوني. وأبرز بلكبير أن الموقف السياسي للمقاومة ولجبهة الممانعة انتصر في النهاية، لأن حماس والمقاومة لم تتراجع عن أي من مواقفها، خاصة الاعتراف بالكيان الصهيوني المحتل.