بعد مسيرة الرباط، كان النداء من البيضاء، بالتنديد بمجازر العدو الصهيوني على غزة، وكذا بالعجز العربي، والتعبير عن الرفض القاطع لكل مساومة بدماء الشهداء والقضية الفلسطينية، ففي مسيرة مليونية حاشدة انطلقت من ساحة النصر بدرب عمر وجابت شوارع رحال المسكيني إلى شارع المقاومة، مرورا بشارع محمد السادس وشارع حمان الفطواكي قبل أن تلتف الجموع الغفيرة بشارع محمد الخامس، احتفلت العاصمة الاقتصادية أول أمس الأحد بانتصارالمقاومة بفلسطين ودعم صمود شعب غزة، اتجاه العدوان الغاشم الذي استمر22 يوما. وقادت مقدمة المسيرة التي نظمتها لجنة دعم الشعبين الفلسطيني والعراقي بالدارالبيضاء البيضاء، بعض القيادات المحسوبة على اليسار الديمقراطي وبعض الفعاليات اليسارية الأخرى، وعلى بعد حوالي 002 مترا تدفقت مسيرة حاشدة تقودها أبرز القيادات الإسلامية بحرحة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان، تميزت بتنظيم محكم ودقيق، وفاق عدد النساء المشاركات باقي حضورالمتظاهرين الذي تشكل أغلبه من الشباب وتلاميذ بعض الثانويات (ثانوية طه حسين، ثانوية العقاد)، وكان لافتا حضور الأطفال الذين كانوا يحملون نماذج بلاستيكية للأسلحة ومجسمات الصواريخ ورقية، ونعوش رمزية لقتلى غزة من الأطفال.. فيما قادت الأمهات كوكبة نسائية رفقة أطفالهن الرضع الذين كن يحملنهن في كراريس. واكدت فاطمة النجار مسؤولة قسم التربية والتكوين بحركة التوحيد والإصلاح جهة الوسط، أن جماهير البيضاء في هذه المسيرة جاءت لتعبر عن رفضها القاطع لكل مساومة للقضية الفلسطينية، وبكل مساومة بدماء الشهداء في غزة، وتطالب بفك الحصار عن غزة وبالتوقيف المطلق للنار وبفتح المعابر، وقالت نحن نندد بقمة شرم الشيخ التي لم تتحرك إلا في الختام لكي تسرق نصر حماس وتسرق نصر المقاومة، ونقول للعالم أجمع يكفي أن غزة اليوم هي المنتصرة وبأن العد العكسي لذل المسلمين والعرب قد انتهى واليوم نشهد صعودا للمقاومة، بل نشهد أن هذه المعركة هي معركة الفرقان، فرقت بين المقاوم وبين من يريد العزة لهذه الأمة وبين من يتواطأ ويتباطأ في نصر أمته، وأضافت النجار في تصريح لـالتجديد: من البيضاء المجاهدة والصامدة ينطلق صوتنا تنديدا بالمجازر لا للمساومة لا للتطبيع مع إسرائيل ولا لكل العلاقات الخفية والمعلنة مع الكيان الصهيوني، ومن جهتها أكدت بشينة غيثة عن القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، على الدروس الكبرى المستفادة من الحرب على غزة، وذكرت في ذلك أنها كشفت الكيان الصهيوني على حقيقته، كيان غاصب جبان، متجاوز لأبسط القيم المتعارف عليها دوليا باستعمال الأسلحة المحرمة وقصف المدنيين الأبرياء، مضيفة أن الحرب أكدت الهوة بين الشعوب الاسلامية والعربية وبين حكامها، إضافة إلى ما أسمته غيثة بشينة بـ الدرس الأعظم، وقالت بشأنه، لـالتجديد: إن الحرب على غزة أوقفتنا موقف المتعلميمن من أساتذتنا الصامدين قادة حماس، فالشعب الفلسطيني أعطانا درسا في الإباء والصمود. وأشارت بسيمة الحقاوي رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي أن المسيرات والمهرجانات والتظاهرات التي نظمت للتضامن مع الشعب الغزاوي بفلسطين، كلها تدين ما وقع من همجية ووحشية في السلوك الإنساني الذي اتصفت به إسرائيل على شعب أعزل، مضيفة لـالتجديد أن التظاهرات وإن كان البعض يقلل من أهيتمها، إلا أنها تشكل خير دعم معنوي لقادة حماس ولشعب فلسطين، هذا إضافة إلى أنها أداة ضغط على الأنظمة العربية، إلى جانب أنها تعبير على أن ضمير الإنسانية ما يزال حيا، وشددت الحقاوي على عدم نسيان الواجب الانساني الذي يجب القيام به اتجاه اسرائيل، وذلك بجرها إلى المحاكم الجنائية الدولية بسبب كل الجرائم التي قامت بها على أرض غزة، مضيفة أن هذه الحرب قد تكون بداية نهاية إسرائيل، لقد تحقق بالملموس أن إسرائيل الجبارة والقوية ليست سوى خرافة وأسطورة. ومن جهة أخرى اعتبرت خديجة أبناو عن لجنة التضامن مع الشعبين العراقي والفلسطينيبالدارالبيضاء، أن مدينة الدارالبيضاء شهدت لأول مرة في تاريخ المسيرات التضامنية مع فلسطين بالمدينة، حضوراجماهيريا حاشدا فاق كل التوقعات، مشيرة أن جميع المكونات الاجتماعية والفئات العمرية وقوى اليسار بكافة تلاوينه كانت حاضرة، ووضحت خديجة أبناو أن لجنة التضامن التي تنتمي إليها كانت مفتوحة على كافة الشعب المغربي بجميع مكوناته، واعتبرت أن الإكراهات التنظيمية التي عرفتها المسيرة، لم تحدث إشكالا كبيرا، مشيرة أن الأهم تحقق، فرسائل المسيرة وصلت تضيف أبناو لـالتجديد. واعتبر بلاغ مشترك لجماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، أن الشعب المغربي عامة وساكنة الدارالبيضاء خاصة كانت مع الموعد، فقد حج مايزيد عن مليون إلى ساحة النصر بالدارالبيضاء للمشاركة في المسيرة الجماهيرية الحاشدة، والتي رفعت على مدى ثلاث ساعات شعارات تندد بالصلف الصهيوني والدعم الأمريكي والتواطؤ العربي . وحيى البلاغ هبّة الشعب المغربي في نصرة فلسطين، معيدا التأكيد على مركزية هذه القضية واستعدادهما الدائم والمستمر لدعمهما.