شهدت سنة 2008 التي نودعها أحداثا كانت موضع نقاش كبير وحراك مجتمعي ملحوظ، وقد كان أبرز ما ميز هذه السنة هو الاهتمام الذي شهده الحقل الديني حيث أعطى الملك محمد السادس الانطلاقة لعدة تدابير في إطار إصلاح الحقل الديني وإعلان ميثاق العلماء، وتدخل المؤسسات الدينية في عدة قضايا كانت محط جدل بين مكونات المجتمع منها موضوع الإرث ومطالبة بعض الجمعيات بتعديله من أجل المساواة التامة بين الرجل والمرأة، وموضوع رفع التحفظات اعن اتفاقية سيداو والتي قال المجلس إنها جاءت في سياق ملاءمة المغرب لقوانينه التشريعية مع القوانين الداخلية. وكما شهدت السنة اعتقال وجوه بارزة في العمل الإسلامي والسياسي، على خلفية ملف ما يعرف بـبلعيرج، حيث طالت الاعتقالات الأمين العام للبديل الحضاري مصطفى المعتصم والناطق الرسمي باسم الحزب محمد الأمين الركالة وكذا الأمين العام لحزب الأمة محمد المرواني، إلى جانب عبد الحفيظ السريتي مراسل قناة المنار، والعبادلة ماء العينين عضو العدالة والتنمية وحميد نجيبي عن حزب اليسار الاشتراكي الموحد، كما شددت السلطات المغربية الخناق على تيار السلفية التقليدية عبر استهداف جمعياتها حيث أغلقت وزارة الداخلية أزيد من 60 دارا للقرآن عقب ما بات يعرف بتداعيات فتوى المغراوي، كما كان الحوار مع معتقلي ما يسمى بـالسلفية الجهادية موضوعا تناوله الإعلام وخاض في النقاش فيه عدة أطراف