يعرض حاليا بالمركب السينمائي ميغاراما بالدار البيضاء فيلم كوميدي صهيوني من إنتاج أمريكي تحت عنوان من أجل شعركم، و هو العنوان الذي اختارته الترجمة الفرنسية، أما العنوان الأصلي فهو لا تمزح مع زوهان للمخرج الأمريكي دونيس دوغان. وفي هذا الصدد، شجب محمد الدرهم، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، عرض هذا الفيلم، قائلا في تصريح لـالتجديد موقفنا واضح من القضية الفلسطينية، التي نعتبرها من ثوابتنا، لذلك نرفض أي فيلم أو أي عمل فني يطعن في قضايانا المصيرية كقضية فلسطين. ومن جهته، دعا مصطفى المسناوي، ناقد سينمائي، إلى إحياء النقد السينمائي من أجل تنبيه المتلقي إلى ما سماه السم المدسوس في الدسم، موضحا أن الفيلم الصهيوني المذكور ظاهره كوميدي لكنه في العمق يحمل إيديولوجية تناقض وجودنا كعرب و مسلمين ومليء بالقذف والسب والشتم في حقنا. ووصف المسناوي، في تصريح لـالتجديد الفيلم بـالرديء سينمائيا والضعيف جدا من حيث السيناريو، موضحا أن الفيلم يعتمد الدعابات الجنسية، ويقدم صورة سيئة جدا عن المواطن الفلسطيني والعربي عموما. وقال إن الفيلم يقدم الصراع العربي الإسرائيلي بطريقة مفرطة في السذاجة، إذ يقدم الصراع عن طريق الدعابات المألوفة في الموروث الفكاهي اليهودي، كما يمكن أن نستشف من الفيلم صورة الجندي الإسرائلي الذي لا يقهر. ومن جانبه انتقد المقريء الإدريسي أبو زيد، الباحث في القضية الفلسطينية، التسيب في المجال السينيائي بالمغرب، بسبب انعدام الرقابة، سواء تعلق الأمر بالعرض في القاعات السينيمائية أو الإنتاجات السينمائية داخل المغرب التي تسيء إلى العرب وإلى فلسطين والعراق وجميع القضايا العربية والإسلامية. وأشار أبو زيد، في تصريح لـالتجديد إلى أن سوق الأقراص المدمجة بدرب غلف بالدار البيضاء تعج بالأفلام الصهيونية التي تسيء إلى العالم العربي الإسلامي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. للإشارة فإن الفيلم من بطولة أدام ساندلير وجون تورتيرو وإمانويل شريكي ذوي الأصول اليهودية والمعروفين بتعاطفهم مع الكيان الصهيوني. ويحكي الفيلم قصة رجل مخابرات إسرائيلي يعمل في الموساد يسمى زوهان، وهو شخصية أسطورية لقوتها الجسمانية والجنسية والحربية على شاكلة رامبو، تطارد الإرهابيين المتمثلين في الفلسطينيين وخصوصا اللبنانيين أنصار حزب الله. لكن حلم زوهان هو أن يهاجر إلى أمريكا قصد تحقيق حلمه في أن يصبح حلاقا و زيرا للنساء، من أجل ذلك سيعطي الفرصة لعدوه اللبناني المسمى فونتوم(الشبح) الذي يحمل اسمه على جبينه، أن يهزمه و يوهم الكل أن زوهان قد مات حتى يتمكن من الهجرة إلى أمريكا. والفيلم بالانجليزية و العبرية و أغانيه كلها بالعبرية بما في ذلك أغنية الجنيريك. ويصور الفيلم إسرائيل على أنها جنة على وجه الأرض، أما الأماكن الفلسطينية فهي خراب وحرب وسكانها إرهابيون وشهوانيون وقد يبيعون شرفهم خصوصا اللبنانيون نصار حزب الله، بينما يصور الصهيوني أنه رجل سلام وقوي وشجاع. يذكر أن الفيلم صدر في صيف سنة 2008 أي سنتين بعد هزيمة الجيش الصهيوني في لبنان وهو شبيه بأفلام رامبو الأمريكية، إذ حاول أن يقوم بدور المطهر من الإحساس بالذنب من الهزيمة.