عم استياء كبير لدى جمهور مدينة مراكش المتتبع لفعاليات المهرجان الدولي للسينما، ممن علموا ببرمجة فيلم صهيوني تحت عنوان بروكين فينغ للمخرج نير برغمان في غياب تام للأفلام الفلسطينية. وهذه هي المرة الثانية التي يعرض فيها فيلم صهيوني بمدينة مراكش رغم مستواه الهزيل في إطار مهرجانها السينمائي، ذلك أنه عرض فليم كدما للمخرج عاموس جيتاي العام الماضي، والمخرجان من المحببين لوزارة الثقافة الصهيونية، وتصفهما صحيفة يديعوت أحرنوت بممثلي الثقافة الصهيونية، حيث كانا يختارا دائما من أجل المشاركة في المواسم الثقافية الصهيونية في الخارج. إلى ذلك تتواصل اليوم فعاليات المهرجان الدولي للسينما بمراكش في يومه الخامس، وقد أجمع بعض المراقبين على أن هذا المهرجان لم يرق إلى المستوى المطلوب، سواء من حيث الأفلام المشاركة في المسابقة، أو من حيث التنظيم، فقد علمت التجديد أن عددا من الصحفيين، ومنهم صحفيون لقنوات تلفزية، وجدوا مشقة في الحصول على البادج من أجل متابعة أشغال المهرجان، كما أن السيارات التي وضعت رهن إشارتهم للتنقل بين قاعات العرض اختفت منذ اليوم الثاني. وكانت القطرات المطرية القليلة التي سقطت بمدينة مراكش أول أمس الأحد كافية لإرباك المنظمين، وأصبح الجمهور المتتبع ينتظر طويلا قبل أن يلج إلى قاعات السينما لمشاهدة العروض، كما أن بعض هذه القاعات تخللتها أماكن شاغرة عديدة رغم تصريح المنظمين بأن التذاكر المجانية نفذت بخصوص الفيلم المعروض فيها.. وعرف المهرجان افتتاحا رسميا يوم الجمعة الماضي بعرض الفيلم المغربي ألف شهر للمخرج فوزي بنسعيد، الذي لا يدخل في المسابقة الرسمية التي تضم 73 فيلما، كما تشارك أفلام أخرى ضمن فئة مواهب التي تهدف حسب المنظمين إلى اكتشاف الأعمال الإبداعية للسينمائيين الشباب، ومنهم الفيلم المغربي الجديد خيط الروح للمخرج المغربي حكيم بلعباس، المقيم بأمريكا، وقوبل هذا الفيلم بتصفيق حار بعد العرض، وفيه نجح المخرج في إبراز تناقضات النفس البشرية والمجتمع المغربي، موظفا لغة صوفية جميلة ومنتقدا عددا من التقاليد البالية، ومصورا للحظات مؤثرة مثل مراسيم الختان والدفن، كما شارك في فئة مواهب الفيلم الصهيوني بروكين فينغ للمخرج نير برغمان الذي استاء من برمجته العديدون في ظل التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية. وتعرض خلال هذه التظاهرة السينمائية السنوية ستة أفلام هندية جديدة في سياق المشاركة الهندية وذلك بحضور مخرجيها وممثليها الرئيسيين، وتضم لجنة التحكيم نجوما كبارا على رأسهم الألماني فولكير شلوندروف الحائز على الأوسكار والسعفة الذهبية. ويرأس شلوندروف لجنة تحكيم الفيلم الطويل، أما لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير فيرأسها النجم السينمائي والكوميدي جيرمي ايرونز، وتضم لجنة التحكيم للفيلم الطويل كلا من الممثل ميغيل بوزيه من إسبانيا والنجمة الكندية باسكال بوسيير والنيوزيلندية كيري فوكس والهندي شاشي كابور. أما لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصيرفسيكون ضمن عضويتها التونسية رجاء عماري والمغربي حكيم بلعباس ورجاء بنشمسي والفرنسية رومي شنايدر. يشار إلى أن المنظمين يرون أنه من الأهمية بمكان المشاركة بأفلام تقدم نظرة عن البلد في المجالات الاجتماعية والإنسانية والفنية والسياسية، مشيرين إلى أنه بعد أحداث الدارالبيضاء ل16 ماي لا يمكن للمهرجان أن يكون واجهة للترفيه فحسب، بل يجب أن يكون عبر هذه الأفلام منفتحا على العالم. عبد الغني بلوط/مراكش