تراجعت قيمة التبرعات التي تم تحصيلها خلال أمسية سيداكسيون 2008 لفائدة المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)؛ مقارنة مع قيمتها المحصلة في الحملة الأولى في دجنبر .2005 ومقابل 13 مليون درهم تم جمعها في الحملة الأولى لم تتجاوز قيمة تبرعات 2008 ستة ملايين و741 ألف درهم. وتندرج الأمسية التضامنية في إطار الحملة الوطنية الثانية للتحسيس وجمع التبرعات التي تنظمها الجمعية المغربية لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة من 8 إلى 31 دجنبر الجاري بعد أن نظمت الحملة الأولى في دجنبر .2005 وعرفت هذه الأمسية، في نسختها الثانية، والتي استمرت خمس ساعات، انتقاد عدد من المتتبعين الذين استاؤوا من الطريقة التي تم بها التعامل مع مرض فتاك مثل السيدا بتهميش المقاربة الأخلاقية التي تلعب دورا حيويا في معالجة وتحجيم الظاهرة، والتي لم تأخذ حظها المستحق لها؛ على الرغم من أن إحصائيات الإصابات بهذا المرض تفيد بأن العلاقات الجنسية الغيرية تحتل الصدارة ضمن أسباب المرض، وتقدر بحوالي 80 في المائة من مجموع أسباب الإصابة. واستاء بعض المتتبعين من الطريقة المخلة بالحياء التي تم بها تقديم بعض فقرات السهرة، وعلق أحد المشاهدين على ذلك بالقول لـالتجديد إن المقاربة المعتمدة لا تحارب السيدا بقدر ما تشجع على التفسخ الأخلاقي. ومن جانب آخر لم يتم إجماع بين المهتمين بمحاربة السيدا على طريقة جمع التبرعات وتدبيرها، إذ صرحت الدكتورة نادية بزاد، رئيسة فرع المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا بالمغرب ومنسقة شبكة المنظمات المغربية ضد السيدا لـ التجديد بالمناسبة بالقول: نحن لم نشارك في مشروع سيداكسيون لأننا غير متفقين مع الشروط التي وضعتها الجمعية المغربية لمحاربة السيدا لتنظيم التظاهرة، ففي الوقت الذي يجب أن تجمع التبرعات باسم جميع الجمعيات العاملة في الميدان، يتم الأمر باسم جمعية واحدة. وقد طلبت منا الجمعية المشاركة، ورفضنا بناء على الطريقة المحددة لتوزيع مبالغ التبرعات، كأن تخصص نسبة لسيداكسيون الفرنسية و 500 مليون مخصصة للجمعية المغربية لمحاربة السيدا، ليبقى النظر في ما تبقى من قيمة التبرعات، وهذا لم توافق عليه في المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا لذلك لم نشارك. ومن جهة أخرى كان خالد جمال رئيس جمعية النهار للمرضى المصابين بالسيدا قد ندد في تصريح سابق لـ التجديد بكل من يتاجر بمعاناة المرضى من أجل الحصول على التمويلات سواء من الداخل أو الخارج، مؤكدا أن هناك بعض المسترزقين معدودين على رؤوس الأصابع يتقاضون مبالغ مالية مقابل تقديم شهادات لصالح الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، أما باقي المرضى فهم بمثابة أصل تجاري يستفيد منه المتاجرون بآلامهم.