لم يكن يتوقع منظمو سيداكسيون 2005 أن يصل حجم القيمة المالية التي تم تقديم وعود بشأن التبرع بها لفائدة مرضى داء فقدان المناعة السيدا 5‚20مليون درهم عقب نهاية الليلة التضامنية التي بثتها مباشرة يوم الجمعة القناة الثانية ونقلتها القناة الأولى وقناة المغربية ونقلت بعضا منها القناة الفرنسية تي في 5 عبر بث مزدوج ديبليكس . وأكد محمد مماد في تصريح لالتجديد أن نتائج هذه الأمسية جاءت تتويجا لستة أشهر من الاستعدادت المكثفة وبفضل الروح التطوعية للمشاركين وجميع الفاعلين والشركاء . واعتبر المستشار لدى إدارة دوزيم المكلف بالبرامج أن سيداكسيون هذه السنة يختلف نوعيا عن الحملة التلفزية التي نظمت منذ إحدى عشر سنة، من حيث طبيعة الفنانين والضيوف وحصيلة المساهمة المالية المهمة، مشيرا بأن هذه الحملة تدخل ضمن البرامج ذات الطابع الاجتماعي التي دأبت القناة الثانية على إدراجها. وقد أثث بلاتو البرنامج خبراء وأطباء مغاربة وأجانب ومفكرون لمقاربة أهم المواضيع المرتبطة بالسيدا في المغرب وتشخيص الوضعية الراهنة، وسبل الوقاية والعلاج منها. وتخلل ذلك وصلات غنائية وفنية واستطلاعات وشهادات حية لمرضى ومصابين. وقد ثمن كثير من الملاحظين اعتماد المقاربة الدينية لموضوع السيدا ولو أن الحديث جاء باهتا وضعيفا ولم يوسع القول عن العلاقات الجنسية غير الشرعية (الزنا ، الشذوذ ، اللواط..) والتي هي السبب الرئيسي في هذه الآفة، وكان الاكتفاء بالإشارة إلى أن 85 بالمائة يتم عن طريق الجنس غير المحمي وأن 39 بالمائة من الحالات المعلنة يمثلها العنصر النسوي. كما تم الإسهاب في الحديث على أن مصدر الإصابة هو عدم استعمال العازل الطبي، ويؤكد ذلك الحرص على تأثيث ديكور الحلقة بعوازل طبية أنجزها مهندس ديكورفرنسي استقدم خصيصا لهذا الغرض .وظهر أيضا وكأن الجانب الديني استدعي فقط لشرعنة استعماله، ولم تتح الفرصة لبيان مقصود الوقاية في الإسلام التي تركز على إشاعة العفة والبعد عن الفواحش والزنى، وقد بدا من خلال نقاشات الحلقة عدم التحفظ في الحديث عن موضوع الحلقة، وملامسة تغير في نظرة المجتمع إلى المصابين على أنهم ضحايا بغض النظرعن أسباب الإصابة، وهو ما يعبر عنه حجم التبرعات التي اعتبرتها الفنانة حياة الإدريسي بمثابة لقاح رباني. ورغم أن المقاربة لم تكن شاملة لموضوع السيدا، إلا أن البرنامج استطاع أن يحث المشاهدين والمواطنين على التبرع متوسلا بكل الوسائل التي من شأنها إنجاح البرنامج كاستثمار تجربة المنشط التلفزيوني بالقناة الثقافية الفرنسية علي بادو وشميشة لتقديم الحلقة، والتي استغرقت ست ساعات، والعمل على توظيف الأمازيغية واللغة العربية والفرنسية وإدراج حالة مؤثرة لشهادة السيدة فاطمة من تيط مليل، وغيرها من الشهادات الأخرى.