بداية حدثينا عن فيروس فقدان المناعة وكيف يتصرف في جسم الإنسان؟ فيروس السيدا عندما يدخل إلى جسم الإنسان، ونظرا لذكائه يتجه مباشرة إلى خلايا مناعة الجسم الإنسان ليصبح المتحكم فيها، ويتسم بكثرة التوالد مما يضعف خلايا المناعة، وهو ما يجعل المصاب به عرضة للموت نتيجة إصابة بأمراض بسيطة من نزلة البرد أو الإسهال، لا لشيء سوى أن الجسم لم يعد قادرا على الدفاع عن نفسه. ويمر المرض عبر مراحل أولاها المرحلة الصامتة حين لم يكن الفرد على علم بالإصابة، لذلك ندعو إلى التشخيص لأنه في هذه المرحلة يمكن توقيفه، أما إذا أصبح في حالة المرض فإن العلاج يصعب. أفادت وزارة الصحة أمس أن عدد المغاربة المصابين بالسيدا بلغ أكثر من 22 ألف مصابا مقارنة مع 20 ألف سنة ,2006 ماهو تعليقكم على الرقم وسبل تقليصه؟ أشير بداية إلى أن الأرقام المعلن عنها هي فقط ناتجة عن عمليات حسابية تقديرية لانتشار الظاهرة، أما الرقم الحقيقي فيتطلب إجراء تشخيص على جميع المغاربة، ونحن نعلم أن عدد المراكز الموجودة في المغرب لا تتجاوز أربعين مركزا، منها 17 مركزا موزعين على مجموع التراب الوطني تابعين للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، كما يتطلب الأمر الإكثار من حملات التوعية. ويعود ارتفاع نسبة المصابين بالسيدا في المغرب إلى عدم الوعي بطرق الانتقال والوقاية، لذا يجب إعادة النظر في برنامج الوقاية من خطر هذا الفيروس. السيدا لم يعد فقط مرضا طبيا حتى يقتصر تناوله على الجانب الطبي، وإنما هو مشكل اجتماعي سلوكي، يجب تناوله من جميع الجوانب بما فيها الجانب الاجتماعي والديني والتربوي التعليمي، بالعمل على التحسيس، وهنا نذكر أن مشاركة المرشدين والأئمة في التحسيس أعطت نتائج مهمة نظرا لكون خطيب الجمعة والمرشد الديني عامة يؤخذ برأيه. ونحن في المنظمة نعمل بشراكة مع العصبة المغربية للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا وهي بذاتها تعمل على تكوين الوعاظ والأئمة التابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للتحسيس بخطورة المرض. ولا ننسى دور الإعلام، وهنا أشير إلى أن تناول الموضوع لا يجب أن يكون موسميا مرتبطا باليوم العالمي لمحاربة السيدا وإنما ينبغي التطرق إلى الموضوع طوال السنة. ونحن نلحظ تواصل رجال الإعلام معنا يقتصر عادة على هذه المناسبة يطلبون الأرقام ونتائج الدراسات في حين ينبغي أن يكونوا شركاء في التحسيس بخطورة الظاهرة ومواكبة الأنشطة التي تقام طوال السنة. الدورة الثانية لسيداكسيون ستنطلق يوم 19 دجنبر الجاري ما هو موقفكم منها، خصوصا وأنكم وجهتم لها انتقادات في دورتها الأولى سنة 2005؟ نحن لم نشارك في مشروع سيداكسيون لأننا غير متفقين مع الشروط التي وضعتها الجمعية المغربية لمحاربة السيدا لتنظيم التظاهرة، ففي الوقت الذي يجب أن تجمع التبرعات باسم جميع الجمعيات العاملة في الميدان، يتم الأمر باسم جمعية واحدة. والملاحظة الثانية هي أنه كيف يعقل أن تصبح جمعية ذات طابع إنساني ممولة لمشاريع، لذلك لم نشارك في المرة الأولى ولا الثانية. لقد طلبت منا الجمعية المشاركة ورفضنا بناء على الطريقة المحددة لتوزيع مبالغ التبرعات كأن تخصص نسبة لسيداكسيون الفرنسية و 500 مليون مخصصة للجمعية المغربية لمحاربة السيدا ليبقى النظر في ما تبقى من قيمة التبرعات وهذا لم نوافق عليه في المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا لذلك لم نشارك. نادية بزاد هي رئيسة فرع المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا بالمغرب