جمع الصلوات أنا فتاة أعمل في فضاء للانترنت أحيانا لا أجد المكان المناسب لصلاة العصر لامتلاء المحل. فأضطر لجمعها مع صلاة المغرب وأنا أكره ذلك. فهل يجوز لي جمعها في البيت جمع تقديم مع الظهر؟ قال تعالى ( يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)- سورة آل عمران، آية200 ، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: يا أيها الذين آمنوا ابروا في صلاة الصبح وصابروا في صلاة الظهر ورابطوا في صلاة العصر واتقوا الله في صلاة المغرب لعلكم تفلحون في صلاة العشاء، فلا عذر لمن أخر الصلاة عن وقتها ، ولا يجوز جمع صلاة مع صلاة أخرى لا تجتمع معها في الوقت، فمثلا الظهر والعصر يشتركان في الوقت، والمغرب والعشاء يشتركان في الوقت، حيث يطلق عليها الفقهاء، الظهرين والعشاءين، والجمع بين الصلاتين المشتركين في الوقت لا يجوز إلاّ في حالة السفر أو المرض أو المطر، أما الحالة المعروضة أمامنا فهي لا تسمح بالجمع بين الصلاتين تقديما ، أو تسمح بالجمع بين صلاتين لا تشتركان في الوقت، فالواجب أن تؤدي الصلاة في وقتها في أي مكان طاهر، ومن ثم فالسائلة مأجورة على أداء الصلاة في مكان عملها لأنها تظهر شعائر الله . والله أعلم بالصواب. *** أبي يرفض حجابي أنا فتاة في 18 من عمري، أرغب كثيرا في ارتداء الحجاب، إلا أن والدي يرفض ذلك بشدة، وقد حاولت ارتداءه لكنه خاصمني وهددني بأنه سينزع الخمار من فوق رأسي في الشارع، فكيف أتصرف سيما وأنه مصر على موقفه؟ لا ريب أن طاعة الوالدين واجبة واحترامهما واجب، ولكن يجب أن يعلم الوالدان أن طاعتهما لا تخرج عن طاعة الله ولا تكون على حساب سخط الله، فهذا الوالد الذي يرفض حجابك ، عليك أن تقنعيه بالحجة والبرهان من القرآن والسنة وإجماع العلماء وتقاليد بلدنا الحبيب الذي عرفت المرأة فيه محافظة على زيها ومعتزة به ومفتخرة، ومازالت كثير من المناطق تزخر بهذا الزي المحافظ على الأصالة، ثم إنّ هذا اختيار قد يكون عن اقتناع أو عن تقليد ، فالواجب أن نحترم رأي كل واحد ونقبل الآخر دون تعنت ولا تشدد، والله الهادي للصواب. *** الإيمان والشيطـان.. أريد أن أسأل: هل الشيطان يلازم الإنسان؟، وهل ذلك اختبار لنا من الله عز وجل؟، وكيف يمكننا أن نفعل الطاعات والشيطان إلي جوارنا دائما؟ لكل إنسان قرين يلازمه؛ يحرضه على معصية الله، ويصرفه عن التماس رضاه، فقد ابتلي بنو آدم بعداوة الشيطان منذ أن عرف سيدنا آدم الحياة؛ لأنه وجد الله يكرمه في كل موقف وحين؛ وينظر فيه عبدا مطيعا بالفطرة؛ ولكن الشيطان أبى على الإنسان هذه المكانة؛ وتعهد على نفسه أن يقف أمامه بالمرصاد؛ وإن تكلف ذلك عصيان الله والخروج من الجنة. فيقول الله تعالى عن سوء قرانة الشيطان للإنسان: { قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ. قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ. مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} (سورة ق92-72:)؛ لأن هذه القرانة للشيطان إن استسلم لها الإنسان سيجد نفسه فريسة لنهاية مأساوية حقا. وهذا يعني أن عمل الشيطان مجرد وسوسة ليس إلا، فهو لا يجبر الإنسان على فعل المعصية، بل إن الله تعالى أخبر عن ضعف وسوسته، حين قال تعالى: { إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، وهذا يدفعنا أن ندرك حقيقة هذه الوسوسة، وأنها غير مؤثرة في الإنسان، إنما هي دعوة: { وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي}، والاستجابة من الإنسان هي بمحض الإرادة. وفي حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا وإياك يا رسول الله ؟، قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير. وفي الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان. وفي رواية أخري للحديث: ب وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة. وتدلنا الرواية الأخيرة إلي معني آخر: أن الإنسان لديه الاختيار أن يكون فاضلا أو فاجرا؛ فليس معني القرين أن الإنسان مجبول علي الفاحشة وطاعة وساوس الشيطان؛ وإنما هو بين طريقين، له أن يسير فيما يرغب، لأنه جبل علي الطاعة ولديه من الشهوة والأسباب ما يجعله يستسلم لملذاته، ولكن المحك الرئيسي يعول علي صاحب القرار. وكما أن الشياطين توسوس له بالشر، فإن الملائكة تحثه على الخير، ويبقى الإنسان هو الذي يختار طريقه بمحض إرادته، بما يتماشى مع عدل الله سبحانه وتعالى في الإنعام على الطائعين، وحساب العاصين.