في إطار اللقاءات التواصلية للمجلس العلمي للرباط وسلا،زمور زعير مع الوعاظ والمرشدين العاملين ضمن نفوذه عقد يوم السبت الأخير بقاعة المكي الناصري بالمجلس يوم دراسي قدمت فيه مجموعة من العروض والمداخلات الموجهة لمهمة الوعظ والدعوة إلى الله التي لا ترتبط بموسم معين، مع التأكيد على ضرورة حرص الواعظ والخطيب على المرابطة والصبر والتقوى من أجل وحدة الأمة وتطوير كفاءاته العلمية محترما خصوصية المنبر وتأهيل المسجد ليلعب دوره كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ودعا الأستاذ عبد الله كديرة، رئيس المجلس العلمي إلى المرابطة زمانا ومكانا مع التخطيط لما يخدم الأمة من الأعمال النافعة انطلاقا من شعار اليوم التواصلي المنطلق من قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)، مؤكدا أن المرابطة هي حبس النفس على الشيء وملازمة الطاعة والالتزام بالمسجد. وأشار رئيس المجلس العلمي إلى أن الواعظ بإمكانه تحقيق النية مكانا وزمانا مع تحديد الأهداف وتنويع العمل وعدم الاستهانة بالناس بالإعداد الجيد للدروس. وفي موضوع المرابطة أوضح الأستاذ لحسن السكنفل أن مسؤولية الخطيب كبيرة في الحفاظ على شرف المنبر والبعد عن الصياح في الخطاب أو استغلال المنبر للدعاية الشخصية، منبها أن المنبر مقام شريف وثغر يقوم عليه: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة). وحث المحاضر الخطيب والواعظ على السعي لأن يصبح المسجد مؤسسة اجتماعية تربي وتعلم وذلك بإحياء وعي الأمة بعيدا عن التشنج وتربص الأعداء وتوعية الناس بحاضرهم تقديرا للمصالح ومعالجة الثغرات والحرص على وحدة الأمة المغربية ورص الصفوف وتوظيف الطاقات الوجدانية والاستزادة من العلم لخدمة الأمة. وتطرقت ورقة الأستاذ الحبيب الغازي لموضوع الصبر والمصابرة وعلاقتها بالواعظ أو الناصح من خلال بعض السياقات القرآنية لصور صبر الأنبياء (إسماعيل، إبراهيم، أيوب، يوسف ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين) مشيرا إلى أن القرآن الكريم لم يذكر متعلقات الصبر وتخصبصه بفعل الدعوة، بل جاء ذكره عاما. وذكر الأستاذ الغازي بعض شروح المفسرين للصبر واختلافهم حوله، بما هو صبر على الطاعات وصبر على الشدائد وصبر على المعاصي، مفيدا أن الصبر بما هو فضيلة واحتمال الأذى يأتي دوما بعد العمل والتصدي للنصح كما جاء عند صبر أولي العزم من الرسل. وأشار الأستاذ الحبيب الغازي إلى أنواع الصبر وضرورة أن يتحلى به المرشد في القيام بمهمته. وتناول الأستاذ العربي المؤدن موضوعالتقوى بما هو شق نبهت إليه الآية القرآنية التي اتخذت شعارا لليوم التواصلي (واتقوا الله لعلكم تفلحون)، مبينا بعض دلالاتها بما هي خوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل. وأكد المحاضرعلى ضرورة تحول الإيمان لدى الواعظ والمرشد سلوكا معيشا ومن الأمل إلى العمل ، فالخطيب واجب عليه، بقول الأستاذ العربي المؤدن، التصدي للمشكلات الواقعية محاذرا الوقوع في الأشواك باعتبار التقوى قوة دافعة ومحفزة وصورة عملية للإيمان والعبودية، مبينا بعض آثارها. واقترح المحاضر على المجلس العمل للإعداد لدورة أكاديمية تعالج القضايا المستجدة ويتم الاجتهاد فيها وتوزيع بحوثها على الخطباء، و إنجازحصة تلفزيونية تهتم برسالة المسجد، والقيام بندوات متنقلة. وأعقبت العروض الملقاة في اللقاء التواصلي تعقيبات للأساتذة: محمد مهدي أبو زيد والمهدي بلخضر ومحمد العابدي وعبد الرزاق الجاي ومناقشة عامة. ولتنظيم مهمة الوعظ والإرشاد لتؤتي ثمرتها، نبه المجلس العلمي الواعظين والمرشدين إلى الالتزام بالوعظ طيلة السنة وعدم حصره في شهر رمضان مع التزام المرشد والواعظ بما أذن له من المساجد لإلقاء الدروس والمحافظة على توقيتها وتقديم تقارير شهرية حول سيرها. وأكدت مذكرة وزعت على المشاركين خلال اللقاء على حرص المجلس على اتخاذ زواجر اتجاه الخطباء والوعاظ المتهاونين وإرسال مرشدين للمراقبة المساجد، كما تم توزيع بعض النسخ من نشرة الأئمة والخطباء الشهرية التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على الحاضرين للاستفادة من توجيهاتها في إطار الاهتمام بإصلاح الشأن الديني بالمملكة. عبد لاوي لخلافة