نظم المجلس العلمي بمدينة الجديدة بتنسيق مع نظارتي الأوقاف بالجديدة وآسفي يوما دراسيا خصص لمدارسة الوعظ بالقرى ويأتي هذا اللقاء في إطار الدورات التكوينية التي يقوم بها المجلس والنظارة لفائدة الوعاظ والقيمين الدينيين، وقد استدعي من كل قرية بالجهة ممثلا ومشرفا. بعد أن ذكر رئيس المجلس العلمي د. عز الدين مناري بأهمية اللقاء ودواعيه وقدم بين يدي المجلس بعض توجيهات وزير الأوقاف. وعرف بالمشروع الأخير المصادق عليه بقبة البرلمان والمتعلق بالمدارس العتيقة، وذلك قصد العناية والاهتمام بها والعمل على تطويرها وتحسين التعليم بها، كما أبرز نتائج الزيارات الميدانية للمدارس العتيقة بالمنطقة. رئيس اليوم الدراسي ذ شاكر عضو المجلس العلمي ركز في مداخلته على مواصفات الواعظ المتمثلة في الأمانة والتبليغ والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومخاطبة الناس على قدر عقولهم، وتبسيط الخطاب والتعرف على سكان أهل البادية وتحبيب الإسلام إلى نفوسهم. والأخذ بأيديهم، ودعوتهم بالتي هي أحسن. فالوعاظ هم ورثة الأنبياء وطريقهم شاق يحتاج إلى الصبر. باقي المداخلات ركزت في مجملها على واقع العمل الدعوي بالقرى وصعوباته ابتداء بشساعة المحيط وانتهاء بأمية المستهدفين الذين لا يواظبون علي المساجد في الغالب، وأشارت إلى أن تشخيص هذا الواقع كانت الغاية منه وضع اليد على الداء للبحث عن حلول عملية ووضع استراتيجية مركزة لتحقيق الأهداف المتوخاة، التي رسمها المجلس العلمي بمعية نظارتي الأوقاف وتنفيذ الوعاظ والقيمين. وقد تم التذكير بأن الوعظ هو في جوهره دعوة لله، والتجارب الميدانية أثبتت أن القرب من المواطنين ومشاركتهم همومهم والتحدث معهم بخطاب وعظي مبسط كلها وسائل وآليات تساهم في اهتمام الناس بأمر دينهم. وقد قدمت في هذا اليوم الدراسي نماذج وتجارب ميدانية اعتبرت بحق مثالا يقتدى وطريقا يتبع. وقد عزز من نجاحها الزيارات المتكررة لأعضاء من المجلس العلمي والوعاظ. في إجابتهم على بعض التساؤلات أكد السادة النظار عن استعدادهم للتعاون مع الجميع لما فيه مصلحة البلاد والعباد مع التنصيص على احترام القوانين المنظمة وتم توجيه المشرفين من الوعاظ والقيمين للتواصل مع باقي العاملين بالوعظ بالقرى قصد تطوير الأداء والممارسة والابتعاد عن الاختلافات المفضية إلى الشقاق، وتبسيط الخطاب وعدم اعتماد الإسرائيليات. وقد صدر عن هذا اليوم مجموعة من التوصيات يمكن إجمالها فيما يلي: فيما يتعلق بالمجلس العلمي ونظارتي الأوقاف: القيام بمهمة التنسيق مع كل ممثلي الوعظ بالجهة وفق برمجة محددة ودقيقة. متابعة أعمال الوعاظ والقيمين الدينيين ومعرفة نتائج اليوم الدراسي. استقبال كل الراغبين في اجتياز امتحان الوعظ شريطة توفر الشروط المطلوبة وتوفرهم على الكفاءة اللازمة للقيام بواجبهم. القيام بزيارات ميدانية إلى القرى والمداشر للتواصل مع الناس وتوجيههم. تنظيم دروس للوعظ ببعض القرى قبيل خطبة الجمعة تكون هادفة ومركزة. توصيات موجهة للوعاظ والقيمين الدينيين: الاعتناء بالمساجد وتنظيفها وتحبيبها إلى الناس باعتبارها منارات ومؤسسات تربوية وعلمية وتوجيهية. الالتزام بالبرامج المتفق عليها مع نظارة الأوقاف واحترام الأوقات المحددة. الاتصاف بصفات الصدق والأمانة والتبليغ، والاقتداء بالمصطفى عليه السلام. مخاطبة الناس على قدر عقولهم، وتبسيط الدروس لهم. تقديم تقرير نهاية شهر رمضان عن أهم الأعمال المنجزة. لقد اعتبر هذا اليوم الدراسي خطوة إيجابية، ونقلة نوعية غايته تحقيق التواصل بين المجلس العلمي ونظارتي الأوقاف والوعاظ والقيمين الدينيين من جهة والمجتمع المدني من جهة ثانية، تحقيقا ورغبة في الدفع بالعالم القروي نحو تنمية حقيقية تبتدئ بإصلاح الإنسان أولا والنهوض بمحيطه ثانيا، ولن يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود لتجاوز التحديات والصعوبات التي تواجه بلدنا. وجدير بالذكر أن المجلس العلمي قد سطر منذ تجديده مجموعة من المحاضرات والندوات واللقاءات التكوينية ستساهم لا محالة في تنامي مظاهر التدين بالجهة، وتطوير أساليب وأداء الوعاظ والعاملين في هذا الحقل التربوي المتميز. وقد ختم اليوم الدراسي بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتعهد الجميع بالعمل على إنجاز المتفق عليه وتنفيذ التوصيات الصادرة عن هذا اليوم. مشارك في اليوم الدراسي