مرة أخرى اختارت الجزائر الهروب إلى الأمام، فبدل الاستجابة إلى الدعوة المغربية بفتح الحدود وتطبيع العلاقات بعيدا عن الخلاف حول الصحراء، ردّ وزير الداخلية الجزائرية، أول أمس، بنبرة منفعلة، معتبرا أنه لا يحق لأحد اتهام الجزائر ببلقنة المغرب العربي، وإثارة الصراع في المنطقة، وذلك ردّا على ما ورد في خطاب الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء، بكون الجزائر تعرقل الدينامية الفاضلة التي أطلقتها المبادرة المغربية، كما أنها تسخر كل طاقاتها وإمكانياتها لتكريس الوضع الراهن، المشحون ببلقنة المنطقة المغاربية والساحلية يقول الملك. وقال المسؤول الجزائري إنه لا يحق لأحد اتهام الجزائر بالقيام بمناورات أومحاولات من أجل بلقنة المغرب العربي، مضيفا أن السؤال الحقيقي الجدير بأن يطرح هو أي مغرب عربي نود بناءه، وهل سيكون في خدمة شعوبه. وبينما دعا الملك محمد السادس مجددا إلى فتح الحدود وتطبيع العلاقات، معبرا عن أسفه لتعنت الجزائر، التي رفضت الاستجابة لمساعي دول شقيقة وقوى فاعلة في المجتمع الدولي، اختار الوزير الجزائري كلمات فضفاضة للرد على طلب واضح، بحديثه عن أهداف غامضة، والقول بأن التاريخ يثبت أن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة. وكان الملك محمد السادس في خطابه الثالث والثلاثين لذكرى المسيرة الخضراء، انتقد بشدة الموقف الجزائري المتصلب إزاء المغرب، متهما إياها بكونها تسخر كافة إمكانياتها لبلقنة المنطقة، في الوقت التي تفرض عليها التحولات الإقليمية والعالمية التكتل لرفع ما يواجهها من تحديات تنموية مصيرية، ومخاطر أمنية.