أخذ الخلاف التقليدي بين الجزائر والمغرب حول إبقاء الحدود مغلقة بين البلدين بسبب ملف الصحراء الغربية بعداً آخر، من خلال تكثيف قراصنة (الهاكرز) مغاربة هجماتهم الإلكترونية على مواقع جزائرية، آخرها موقع صحيفة "يومية وهران" الناطقة بالفرنسية، حيث عطل هاكرز مغربي الموقع وكتب عليه عبارات شتم في حق الحكومتين المغربية والجزائرية، منها عبارة "تفوه.. للحكومتين". وقبل حوالي شهر من الآن، قام هاكرز مغربي آخر بطريقة استعراضية باختراق موقع "موقع كل شيء عن الجزائر" الإخباري، وحوّل النطاق إلى موقع دعائي لفكرة "مغربية الصحراء". ويقول مسؤول النشر بموقع "كل شيء عن الجزائر" لوناس غماش، إن "الفاعل هاكرز مغربي الجنسية واسمه حكيم علال، تمكن من استعمال حساب أحد الصحفيين العاملين بالموقع لاختراقه"، وبالنسبة للمتحدث فقد طلب المخترق مبلغ خمسة آلاف يورو مقابل إعادة النطاق؛ لكن اتضح لاحقا أنها مناورة فقط، وأكد غماش أنه "أحال القضية على العدالة الفرنسية لاستعادة ملكية النطاق ومحاسبة الفاعلين". ويحظى الموقع، الذي يبث من باريس، باهتمام واسع لدى شريحة الإعلاميين والمثقفين، وحتى صناع القرار في الجزائر، وهو موقع إخباري يهتم بالشأن الجزائري بشكل أساس، لكنه دأب على نشر الأخبار المتعلقة بملف الصحراء الغربية، ويبدو أن هذا الأمر أثار حفيظة الهاكرز المغاربة المتعاطفين مع فكرة "الصحراء مغربية"، فقاموا باختراقه. ونشر الهاكرز شعارات دعائية لمغربية الصحراء وأخبارا أخرى تنتقد الجزائر وثوار جبهة البوليساريو. خلاف سياسي وتأتي هذه الحرب الإلكترونية -في رأي الخبراء- امتدادا للخلاف السياسي الواقع بين البلدين. وكان وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني قد صرح بأنه "لا يحق لأي كان أن يتهم الجزائر بالسعي لبلقنة منطقة المغرب العربي"، وذلك في رد على تصريحات سابقة للعاهل المغربي في ذكرى "المسيرة الخضراء"، والتي انتقد فيها "رفض" الجزائر تطبيع علاقاتها مع المغرب، وإعادة فتح حدودها المشتركة المغلقة مع المملكة منذ 1994. ويرى الإعلامي عبد السلام بارودي، الذي يقيم في ولاية تلمسان الحدودية مع المغرب، أن "توجيه (الهاكرز) الشتم لحكومتي المغرب والجزائر دليل على أن الخلاف سياسي وليس شعبيا". ويلاحظ، في حديث ل"العربية.نت"، أن كثرة الهجمات المغربية، مقارنة بنظيرتها الجزائرية، "دليل على مدى تأثر الطرف المغربي بقرار غلق الحدود"، مضيفا أن "رسالة هذا المخترق المغربي تعبر عن مدى الإحباط الذي يعاني منه كغيره من المغاربة؛ بسبب غلق الحدود وما انجر عنها من خسائر اقتصادية، خصوصا لسكان الأقاليم الحدودية الذين يعيشون اليوم على ما تدره شبكات التهريب".