صرح وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس مساء أول أمس الإثنين أن إسبانيا تتحرك في نزاع الصحراء المغربية بشكل قوي غير مسبوق خلال الثلاثين سنة الأخيرة من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، وقال رئيس الديبلوماسية الإسبانية في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الشيوخ في صدد تقييم حصيلة حكومته إن زيارة اللجنتين المنبثقتين من مجلسي الشيوخ والنواب الإسبانيين إلى الصحراء في غضون الأسابيع القليلة القادمة ستمثل أول زيارة من نوعها للجان إسبانية رسمية للصحراء المغربية منذ عام ,1975 وأضاف موراتينوس بأن إسبانيا تريد بناءسياسة شاملة اتجاه منطقة المغرب العربي بهدف تثبيتالاستقرار والاندماج والتنمية الاقتصادية، وأنه ينبغي أن يكون هناك حل لنزاع الصحراء المغربية من دون تأخير. يذكر أن زيارة الوفد البرلماني الإسباني جاء باتفاق بين الرباط ومدريد بعد رفض المغرب السماح لوفود إسبانية غير رسمية ومعروفة بتعاطفها مع البوليساريو بزيارة العيون والأقاليم الصحراوية الأخرى عقب أحداث الشغب التي وقعت فيها في نهاية ماي الماضي، وكان المغرب قد طرد للمرة الرابعة مجموعة من الناشطين الإسبان الموالين للطرح الانفصالي الأحد الأخير، كانوا يريدون دخول مدينة العيون على متن طائرة تابعة لشركة بنتر الكنارية كانت تقوم برحلة عادية بين لاس بالماس والمدينة المغربية. تصريحات المسؤول الإسباني تزامنت مع التصريحات الأخيرة التي عبرت عنها الرئاسة الفرنسية أول أمس الإثنين خلال الزيارة التي قام بها الوزير الأول المغربي ادريس جطو لباريس، حيث أعلن جاك شيراك أن بلاده تدعم حلا سياسيا لقضية الصحراء في إطار الأممالمتحدة، وأوضح الناطق باسم الاليزي جيروم بونافون أنه سبق للرئيس الفرنسي أن أثار هذا الموضوع مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في الأسبوع الماضي بالإليزي، كما أشار الناطق الرسمي إلى أن شيراك جدد التأكيد على أن فرنسا تدعم اندماجا مغاربيا قويا، كعنصر للاستقرار والتنمية بالمنطقة . وفي هذا السياق واصلت الصحف الجزائرية الصادرة أمس الثلاثاء حملتها ضد المغرب التي أرفقتها هذه المرة بتحريف ممنهج لتصريحات المسؤولين الإسبان والفرنسيين حول نزاع الصحراء المغربية، بشكل أظهر استعداد الجزائر الدائم لإيذاء المغرب ووضع العقبات أمام أي مبادرة للحل السياسي لقضية الصحراء أو بناء الصرح المغاربي الذي من شأنه أن التطلعات الانفرادية للجزائر في قلب السياسات الإقليمية الاندماجية. فقد اختار النظام الجزائري اللجوء إلى سياسة الابتزاز حيال المغرب في الوقت الذي كانت جميع المؤشرات تدل على قرب الانفراج في ملف العلاقات الثنائية وفي نزاع الصحراء، بعد اتفاق الطرفين على تحييده ووضعه بيد الأممالمتحدة ليتخذ مساره الخاص به بعيدا عن مسار العلاقات الثنائية الذي ينبغي أن يتطور، وكان من المنتظر أن تمثل زيارة الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى للمغرب فرصة لإذابة الجليد وتوطيد العلاقات، لكن لوبيات الإفساد بين البلدين المعادين لأي تقارب مع المغرب داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية وفي قصر الرئاسة أججوا حملة إعلامية قوية ضد المغرب، مما حدا بهذا الأخير إلى أن يرفض استقبال الوزير الجزائري، كون زيارتهغير مواتية بالنظر للظروف القائمة. غير أن الجزائر بدل أن تلجأ إلى ما يخفف من لهجة التحامل حاولت الهروب إلى الأمام، وذلك على لسان عبد العزيز بلخادم وزيرالدولة والممثل الشخصي للرئيس لعبد العزيز بوتفليقة الذي قال لجريدةالخبر الجزائرية أول أمس الإثنين غن بلاده لا تمانع في إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب، لكن ليس قبل أن يعترف بالشرعية الدولية بخصوص ملف الصحراء الغربية؛، وبهذا الموقف تزيد الجزائر في توسيع الهوة مع المغرب، إذ إن ذلك التصريح هو بمثابة إقرار رسمي بعدم الرغبة في تطبيع العلاقات. إدريس الكنبوري