يعقد وزيرا خارجية المغرب وإسبانيا، محمد بنعيسى وميغيل أنخيل موراتينوس، اليوم بمدريد لقاء يتطرق فيه الجانبان لعدد من القضايا التي تهم البلدين، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، فيما ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية إفي أمس، وقالت الوكالة أن المسؤولين المغربي والإسباني سيتطرقان أيضا إلى الاجتماع المقبل للجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية في شهر سبتمبر القادم، والقمة الأورو متوسطية في نوفمبر المقبل ببرشلونة التي ستبحث تقييم عشر سنوات من انطلاق مسلسل برشلونة بين شمال وجنوب المتوسط وآفاق المستقبل، حيث من المنتظر أن يحضرها العاهل المغربي محمد السادس. وكان وزير الخارجية الإسباني موراتينوس قد طالب الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، في الأسبوع الماضي على هامش لقاء وزراء خارجية البلدان الأورو متوسطية في اللوكسمبورغ بالإسراع في تعيين مبعوث شخصي جديد لنزاع الصحراء خلفا للبيروفي ألفارو دي سوتو الذي عينه عنان أخيرا مبعوثا له في العراق، وجاءت مطالبة المسؤول الإسباني خلال لقاء عقده مع الطيب الفاسي الفهري الوزير المغربي المنتدب في الخارجية والتعاون ومحمد بجاوي وزير الخارجية الجزائري. إلى ذلك، دعا حوالي عدد من الخبراء والباحثين المجتمعين في مدريد في إطار ندوة دولية نظمتها المؤسسة الأوروبية للمتوسط تحت عنوان،حلول للصحراء، يوم السبت الماضي إلى إنشاء مجموعة عمل دولية لتحريك الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل إيجاد حلول لنزاع الصحراء المغربية، وطالبوا الاتحاد الأوروبي بتكثيف المزيد من التحركات الديبلوماسية لإيجاد مخرج للنزاع. وقال بعض المشاركين لوكالة أوروبا برس إن هذه المبادرة ترمي إلى تحريك الجمود الذي تعيشه قضية الصحراء حاليا والمراهنة على المجتمع المدني في الجانبين وعلى بلدان الجوار. وشارك في تلك الندوة نحو ثلاثين باحثا وديبلوماسيا من المغرب والجزائروتونس والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وإسبانيا، من بينهم إيريك جونسون الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء وفرانسيسكو بيندريل ديبلوماسي في الأممالمتحدة وعبد الله ساعف من المغرب وهيدامين مولود سعيد من جبهة البوليساريو، وخديجة محسن فينان من تونس ومارية خيرو من جميعة سانت إيجيديومن إطاليا ويحيى الزبير من الجزائر. وأكد الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الدبلوماسي إيريك جونسون أن الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء قد يكون حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب، مشيرا إلى صعوبة تطبيق مخططات السلام المقترحة إلى حدود الآن لحل هذه القضية، وقال جونسون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء يوم السبت الأخير بمدريد يبدو لي أنه من الصعب تطبيق المقترحات التي تمت إلى حد الآن من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، لأن مجلس الأمن أعلن بوضوح أنه مع حل سياسي مقبول بشكل إرادي من قبل الأطراف، وأضاف بالنسبة لي فإن الحل الأكثر واقعية قد يكون حكما ذاتيا موسعا يحقق الاستجابة لانتظارات سكان المنطقة ويكون في الوقت ذاته مقبولا من قبل المغرب، وشدد الممثل الأممي السابق على الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الكبرى للمساعدة على إيجاد حل للنزاع مشيرا إلى أهمية المبادرات التي تقوم بها إسبانيا من أجل المساهمة في إيجاد حل متفاوض بشأنه. إدريس الكنبوري