أثار حضور وفد صهيوني ويتعلق الأمر بـ أشلومو ايسهاكي وكابرييل بارباشار وإيلات شلن مكائييل ودفييد كارما في أشغال المؤتمر الأورومتوسطي حول الشغل والتشغيل، المنظم في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، الذي اختتم أمس الإثنين بمدينة مراكش، ردود فعل مستنكرة، بعدما تأكد أن منظمة الاتحاد من أجل المتوسط باتت بوابة للتطبيع مع الدول العربية وفي مقدمتها المغرب. ذلك أنه لم تمض على قمة وزراء خارجية هذا الاتحاد سوى أسبوع فقط، تم فيها تقديم هدية ثمينة إلى الكيان الصهيوني، مضمونها منح منصب نائب الأمين العام للاتحاد إلى جانب 5 دول أخرى، حتى تم الإعلان من جديد، عن مؤتمر ثان بحضور الكيان الصهيوني مرة أخرى. ليس ذلك فقط، بل إن المؤتمر، كلّف هذا الكيان وحده، على أرض مراكش، بمهمة الكاتب العام بالنيابة في المؤتمر، ولم يتراجع عن ذلك إلا بعد احتجاج دول عربية، رأت أن هذه المهمة يجب أن تمنح للوفدين الإسرائيلي والفلسطيني معا. هذا، واستنكر رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي مشاركة الوفد الصهيوني، وحمل مسؤولية ذلك إلى الجهات التي دعته ورحبت به على أرض المغرب، لافتا الانتباه إلى أن ذلك يأتي في وقت يستمر فيه التقتيل والتعذيب والحصار للشعب الفلسطيني، وأكد الحمداوي في تصريح لـالتجديد، أن حضور الكيان الصهيوني إلى جانب الدول العربية ومنها المغرب، يشكل خرقا واضحا ضد خيارات الأمة الإسلامية وشعوبها، الرافضة للاحتلال الصهيوني، وللتطبيع معه عبر أية بوابة . وأضاف أن الشعب المغربي يرفض كل أشكال التطبيع، بما فيها مثل هذه المؤتمرات الجهوية أوالمتوسطية، أومن خلال هيئات غرضها الأساس هو التطبيع مع هذا الكيان وليس شيء آخر. من جهته، قال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، إن استقبال الوفد عمل تطبيعي مجاني في وقت تستمر الجرائم الصهيونية صباح مساء، وفي وقت تستمر فيه عمليات تهويد القدس وتهجير الفلسطينيين. وقال السفياني إن المغاربة يرفضون علم الصهاينة في مراكش أوغيرها من المدن المغربية، ووجّه السفياني نداء إلى المسؤولين المغاربة بإيقاف هذا المسلسل الذي هو بدايته، والتوقف عن كل عمل مستفز للشعب المغربي، وطالب حكومة عباس الفاسي بوقف مثل هذه الأعمال التي وصفها بالاستفزازية. وعبّر سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية، عن رفض حزبه لأية مبادرة تطبيعية مع الكيان الصهيوني، واعتبر خطوة عقد مؤتمر أورومتوسطي بحضور الكيان الصهيوني خرقا لقرارات الجامعة العربية، ولتوجهات منظمة المؤتمر الإسلامي، وقال العثماني إن موقفنا نابع من الموقف الرسمي الرافض للتطبيع نصرة للقضية الفلسطينية. إلى ذلك، نددت كلا من مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في بيان مشترك لهما، أدانتا فيه استقبال قادة الإرهاب الصهيوني على أرض المغرب، وطالب البيان بوضع حدّ لكل عمليات التطبيع مع الصهاينة، تحت أية ذريعة كانت، وأكد البيان أن الشعب المغربي يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الصهاينة، ودعا البيان الشعب المغربي وكالفة القوى السياسية والحقوقية والنقابية ومكونات المجتمع المدني للتصدي لمثل هذه الخطوات التطبيعية وفضح القائمين وراءها. يذكر أن جلسة افتتاح المؤتمر كان قد ترأسها عن الجانب المغربي محتضن المؤتمر، جمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني، إلى جانب كزافيي برتران وزير العمل الفرنسي والعلاقات الاجتماعية والأسرة والتضامن، وكذا عائشة عبد الهادي وزيرة العمل والهجرة المصرية، وأيضا فلاديمير سبيدلا المفوض الأوروبي المكلف بالتشغيل والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص. كما عرف مشاركة 47 دولة من دول الاتحاد، بينهم 30 وزيرا.