صرحت مصادر من المؤتمرين لـ التجديد: أن الأطراف التي خلقت النزاع بين أوساط الأمازيغ كانت لها مصالح شخصية، لكنها مع كامل الأسف لم تفهم قانون الكونغرس بشكل جيد، واتبعت تفسيرات الدغرني للقانون، معلنة في الوقت ذاته عن استيائها من تحركات الدغرني بين أعضاء الكونغرس، ومؤكدة: أن الدغرني يتحرك بين أعضاء الكونغرس بدون أية شرعية تذكر، وأنه هو الذي أوهم المعارضين بشرعيتهم فاتبعوا تحليلاته دون أن يفهموا القانون جيدا، وهو سبب التفرقة التي حلت بين أعضاء الكونغرس، والتي كادت أن تعصف بالمؤتمر. هذا وأسفر المؤتمر الخامس للكونغرس العالمي الأمازيغي الذي اختتمت أشغاله أول أمس الأحد بمكناس عن إعادة انتخاب لوناس بلقاسم للمرة الثالثة على التوالي، ورئيس الأمازيغ في المغرب خالد الزيراري للمرة الثانية، في حين انتخب رشيد الراخا في المؤتمر الذي انعقد بمطار وهرانبالجزائر الخميس الماضي، وفاروجا موساوي كرئيسة ثانية للمؤتمر، الأمر الذي يترك الباب مشرعا على كل الإحتمالات، من أجل الحسم في من هو رئيس الكونكريس؟ وفي ندوة صحفية أقامها رشيد راخا، وبعض أعضاء الكونغرس الذين انتخبوا في مطار الجزائر، أعلنت عضوة المكتب الفدرالي أمينة بن الشيخ أن المنتخبين الجدد سيلجؤون إلى القضاء الفرنسي من أجل إثبات شرعيتهم، منكرين أي شرعية لمؤتمر مكناس. ومن جهة أخرى لم يخف لوناس بلقاس رئيس الكونغرس المنتخب في مكناس استياءه من التشويش الذي وقع في الموتمر، رافضا في الوقت نفسه الحديث عن أي مؤتمر ثان للأمازيغ غير الذي أقيم في مكناس، ومرتكزا في ذلك على الشرعية الدولية وعلى النجاح الذي حققه المؤتمر في مكناس والذي شهد حضور أزيد من 0041 شخص حسب المراقبين. كما استبعد بلقاسم في تصريح لـ التجديد أن تكون هناك أي متابعات قضائية في فرنسا، مؤكدا في الوقت ذاته أن المؤتمر الذي عقد في مكناس لا يختلف مع الشرعية الدولية، وأنه حتى إن رفعت ضده دعوى في فرنسا فإن النتيجة ستكون لصالح الشرعية الدولية التي اعتبرها مع مؤتمر مكناس. ومن جهة أخرى أكد بلقاسم خلال مداخلته في المؤتمر أن إعادة انتخابه للمرة الثالثة جاءت نتيجة لذلك الصراع والتشويش الذي حصل بين أعضاء المؤتمر. ومن جهته نفى خالد الزيراري رئيس الكونغرس المنتخب في مكناس على أمازيغ المغرب أن تكون هناك أي شرعية لما أسماه المؤتمر المزعوم في الجزائر، مؤكدا أنه في تاريخ البشرية لم نسمع بمؤتمر نظم في المطار. وبينما أجمع الكل على أن مؤتمر مكناس استطاع بفعل كم الحضور والطريقة التي أقيم بها أن ينتزع شرعيته، تساءل البعض عن مصير الكونغرس بعدما انقسم رأسه إلى اثنان وأصبح له رئيسان، وعضوين في كل منصب. كما أسفر الصراع الذي لازم تنظيم الكونغرس غياب مجموعة من الجمعيات التي فضلت مقاطعة المؤتمرين، كجمعية أزطا، وجمعية تاماينوت التي فشلت في أن تصلح بين الطرفين، الأمر الذي اعتبر الزيراري طبيعيا، بسبب وقوع هذه الجمعيات في لبس حول فهم القانون بسبب التشويش الذي حام حول المؤتمر قبل تنظيمه. وفي الوقت الذي أكد فيه منتخبوا المؤتمر الخامس للكونغرس في مطار الجزائر على المطالبة بالحكم الذاتي في الريف كأول مطلب ركز منتخبوا مكناس على إطلاع العالم على معاناة الشعب الطوارقي في مالي والنيجر، وعلى قضية معتقلي القضية الأمازيغية في مكناس والراشدية، لإغتبارات إنسانية.