اشتد الصراع بين أعضاء الكونغرس الأمازيغي العالمي حول مكان انعقاد المؤتمر المقبل الذي يتجاذبه طرفان، هما: لوناس بلقاسم، الرئيس المنتهية ولايته، الذي يدعو إلى عقده في مكناس و تيار يقوده رشيد رخا، نائب الرئيس، بمعية الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، والذي ينادي بعقد المؤتمر في تيزي وزو بالجزائر، تطبيقا لتوصية المؤتمر الأخير الذي انعقد بمدينة الناضور (شمال المغرب) سنة ,2005 وقرار المجلس الفيدرالي بمكناس يوم 23 فبراير (شباط) .2008 مما حدا بجمعية أمسناو الجزائرية إلى رفع دعوى ضد جمعية أسيد المغربية بالمحكمة الإبتدائية بمدينة مكناس، تروم إلى إبطال قرار مكان انعقاد المؤتمر من مدينة تيزي وزو إلى مكناس. الشيء الذي أثار ضجة كبيرة في أوساط الحركات الأمازيغية بكل من المغرب والجزائر. كان المقرر عقد مؤتمر الكونغريس الأمازيغي العالمي في الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري و2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تحت شعار من أجل وحدة الشعوب الأمازيغية. لكن الأحداث الأخيرة، و منذ أن انتهت ولاية المكتب الدولي في 6غشت ,2008 كشفت عن صراع حول الطموحات الشخصية والحسابات السياسية تسببت في خلافات ذات أبعاد ذاتية و زعماتية ضيقة ، أقحمت فيها العديد من إطارات وتنظيمات الحركة الأمازيغية و أحرجتها. الإشكال المطروح حاليا فيما يخص مكان المؤتمر ما هو إلا الشجرة التي تخفي الغابة.. فبيت الكونكريس ليس على العذرية التي كان مناضلو الحركة الأمازيغية بمختلف فصائلها يتوهمون. فمكان المؤتمر الخامس الذي احتدم النقاش حوله لم يكن سببا في تلك الخلافات، بل كان نتيجة لها.. فقد اعترف أحد المشاركين الندوة الصحافية الأخيرة -حسب الشرق الأوسط- بأن الصراع في الأول بين أمازيغ شمال إفريقيا كان صراعاً محصوراً داخل كواليس الكونغرس الأمازيغي العالمي، والآن أصبح علنيا تحت أنظار الصحافة.. فالمشكل يتجاوز مكان المؤتمر.. في لقاء المجلس الفيدرالي العاصف بمكناس فبراير 2008 قال أحد الأعضاء متحدثا عن قادة الكونغريس:هناك أيادي خفية تدفع بمناضلي الاجتماعات و القاعات و التصريحات إلى تهميش المناضلين الحقيقيين. وأضاف:هناك بعض أعضاء المجلس الفدرالي الذين يسافرون باسم الكونكريس العالمي الأمازيغي إلى الخارج ولا علم لنا بذلك حتى افتضح أمرهم ولا تعرف لحد اليوم تفاصيل هذه السفريات لعدم نشر أي تقرير في الموضوع. كما احتج المجتمعون على رئيس الكونغريس ومجموعته لكونهم: يقومون بزيارات متتالية لمجموعة من الجمعيات الغير أعضاء في الكونغريس العالمي الأمازيغي في كل من المغرب و الجزائر ، في الوقت الذي يرفض دعوات الجمعيات الأعضاء.. و حين أورد في أحد تقاريره عن زياراته للمغرب أنه عقد لقاء مع ممثلي جمعيات الجنوب الشرقي انبرت له هذه الجمعيات فكذبت ذلك. تجلى هذا الصراع في اختلاف التوجهات أثناء انعقاد مؤتمر صحافي في الرباط، يوم ,08/10/17 سادته مشاحنات كادت تؤدي إلى التشابك بالأيدي بين بعض الحاضرين.. وكان لافتا غياب رئيس الكونغرس لوناس بلقاسم عن المؤتمر الصحافي. كما غاب عن +لقاء المصالحة؛ الذي انعقد بمدينة أكادير يوم السبت 11 أكتوبر وحضرته حوالي 30 جمعية ، رغم توجيه الدعوة إليه. و قد غاب عن المؤتمر الصحافي المذكور، أعضاء اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر في مكناس، بينما حضره أعضاء اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر بتيزى وزو، بمشاركة أعضاء من المجلس الفيدرالي بالجزائر، إضافة إلى بعض أمازيغ من ليبيا وإسبانيا. وتم في المؤتمر الصحافي، الذي ترأسه المحامي المغربي احمد الدغرني تشكيل لجنة قانونية، توصلت إلى خلاصة؛ مفادها أن كل القرارات التي يمكن أن تتخذها الرئاسة المنتهية ولايتها يوم 6 غشت 2008 تعتبر ملغية ولا قيمة لها من الناحية القانونية حيث صرح أحدهم معلقا على الموقف: الآن تذبح الديمقراطية أمام أعيننا . وتم التساؤل أيضا عن منح مالية قدمتها حكومتان محليتان في اسبانيا هما كاتالونيا وإقليم الباسك للكونغرس الأمازيغي العالمي، وتبلغ قيمتها 45 ألف أورو، دون أن يظهر لها أثر! وقال سعد زغموش، نائب أمين مال الكونغرس الأمازيغي العالمي، إنه لا يعرف عنها شيئا، ولا عن الحصيلة المالية المتبقية بعد عقد مؤتمر الناضور، وهو ما اعتبره خرقا للقانون..كما أكد أحد الناشطين:تلقينا تصريحات من بعض الطلبة بمكناس الذين توصلوا بدعم مادي هزيل من لدن-خ.ز- باسم الكونكريس ولما طالبنا هذا الأخير بالتصريح بالمبلغ المقدم رفض الإفصاح عن ذلك. وانتقد المشاركون في المؤتمر الصحافي طريقة تدبير وتسيير شؤون منظمة الكونغرس الأمازيغي العالمي، في ظل ما سموه غياب الشفافية والمكاشفة وعدم انتهاج الأسلوب الديمقراطي في اتخاذ القرارات، والسعي إلى مخزنة المنظمة خصوصا بعد ظهور آثار الجرار على القضية. فالحرب الضروس المحتدمة على رئاسة الكونغرس العالمي الأمازيغي ربما يكون لها علاقة بالوعد الذي قطعه الإتحاد الأوربي على نفسه بتخصيص منحة تناهز ملياري سنتيم على مدى أربع سنوات!! لم يكد الخبر يسري بين الفرقاء حتى انبرى كل طرف لقتال الآخر وتشويه صورته، وبالمقابل تلميع صورته أمام الرأي العام. لقد أهينت الأمازيغية بمال الاتحاد الأوربي، وبيعت منظمة الأمازيغ الدولية بما دون مليارين سنتيم. كما صرح أحد مناضلي المجلس الفيدرالي وهو ما دفعه إلى القول هل سمع هؤلاء القادة الأمازيغ يوما عن مليارات الدولارات تضخ في حساب المؤتمر القومي العربي؟ وهل سمعوا يوما على صراع حول رئاسة المؤتمر القومي العربي؟ وهل سمعوا بانقسام مؤتمر هيئة دولية تناضل على قضية عادلة بسبب الخلاف حول مكان انعقاد مؤتمرها؟ لذلك فليس غريبا أن تناشد جمعيات أمازيغية في بياناتها جميع الفعاليات الأمازيغية ، وذووا الضمائر الحية بمقاطعة مؤتمري مكناس وتيزي وزو إلى غاية حل جميع الخلافات.. منظمة الكونغريس إذن، تنخرها أمراض شتى أهمها الفساد و انعدام الشفافية و الديمقراطية الداخلية والنزاهة في التدبير أجهزة الكونغريس شبه جامدة وعاجزة عن الفعل والمبادرة بسبب غياب الرؤية الواضحة والمنسجمة.. لكن الإشكال الأهم والأعمق الذي يعيشه الكونكريس هو على المستوى الإيديولوجي والهوياتي. الأمازيغ في واد و الكونكريس في واد آخر.. فهو يتعامل مع الأمازيغ بصفتهم أقليات أصيلة تعاني من الحكرة والاضطهاد، تنتشر في شمال افريقيا، توحد بينها اللغة لا غير ولا يجمعها بباقي القوميات أي شيء، وأن إنشاء المنظمة كان للدفاع عن هذه الأسس. تتساهل مع المطبعين وتقوم بخطوات أقل ما يقال عنها أنها تستعدي الدول الغربية على البلدان التي ينتمون إليها، ويجعلون من الاستقواء بالأجنبي إحدى ركائز تحركاتهم، تحت غطاء مشاركة المنظمات والمنابر العالمية والإقليمية في حركة التضامن مع الحقوق الأمازيغية!.. فمؤخرا خلال لقاء المجلس الفيدرالي المشار إليه، حسب ما رشح عن اللقاء وأثناء تناول العشاء، تدخل بلقاسم ووعد آباء المعتقلين باستقبالهم بفرنسا لتقديم ملفات أبنائهم بفيينا أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة !! ولعل في تصريح ابراهيم أخياط إشارة إلى ذلك، حيث انتقد كل الأطراف المتصارعة،لكونها غيبت الهم الثقافي الأمازيغي الحقيقي،وانشغلت بحروب هامشية،في الوقت الذي كان على الكونغريس أن يتحكم فيه ويسيره الأمازيغ الموجودون داخل مجال شمال إفريقيا،لا أن يسير من طرف الدياسبورا ذوي الجنسيات الأوروبية الذين ينفذون قرارات الدول التي منحت لهم الجنسية.