بقلم : صالح الفرياضي [email protected] يعتبر" الكونغرس العالمي الأمازيغي" منظمة عالمية تجمع شمل أمازيغ العالم ، هذه المنظمة رأت النور لأول مرة سنة 1995 بإحدى ضواحي فرنسا ، ولقد لعبت هذه الهيئة دورا مهما في النهوض بالأوضاع اللغوية والثقافية الامازيغية في كل أرجاء البلاد الامازيغية ، وأصبح الحديث عن رفع الحصار عن أما زيغ ليبيا وتونس والطوارق .... هذا ما أربك حساب دواعي" القومية العربية" بشمال أفريقيا ، وأصبح" حلم تعريب شمال أفريقيا " أمرا متجاوزا بعد أن تبين للمنتظم الدولي الحقيقة المستورة منذ سنين، إذ تبين أن البلاد ليس العرب هم فقط من يسكنوها ، بل إن هناك غالبية اضطهدت حضارتها وثقافتها حتى هددت بالانقراض ، لكن تدويل النضال الامازيغي بفضل "الكونغرس العالمي الأمازيغي " أنقذ البلاد من جحيم التعريب كما أنقذت القومية العربية البلاد العربية من جحيم التتريك إبان الحكم التركي .إذن هذا الدور الذي لعبته هذه المنظمة والمكانة التي أصبحت تحتله تحسد عليه .لكن شاءت الأقدار أن يحدث صراع وانقسام داخل هذه المنظمة إلى قسمين : - قسم بزعامة لوناس بلقاسم – وقسم ثان بزعامة رشيد رخا. هذا الانقسام حدث خلال المؤتمر الأخير للكونغرس ، لتبدأ بذلك حرب إعلامية وكلامية بين الطرفين كل طرف يوجه لعنات واتهامات إلى الطرف الآخر ، لماذا ؟ لسبب بسيط جدا ، هو الاختلاف في مكان انعقاد المؤتمر ، فقسم لوناس بلقاسم رأى أن – ما اسماه هو – اجتماع تيزي وزو لا يمكن اعتباره مؤتمرا للكونغرس وان القرارات التي خرج بها تعتبر لاغية وغير شرعية ، وان المؤتمر الشرعي للكونغرس هو المنعقد بمكناس، واقر بأنه فعلا خلال المؤتمر الرابع تم الاتفاق على عقد النسخة الخامسة بتيزي وزو إلا أن منع السلطات الجزائرية الترخيص لانعقاده هناك آل إلى عدم ذلك فتم تحديد مكناس عوض تيزي وزو ، أما قسم رشيد رخا يرى بان مؤتمرهم هو الشرعي لأنه خلال المؤتمر الرابع بالناضور تم الاتفاق على تيزي وزو ، مضيفا : إلا أن الذين يرغبون البقاء على رئاسة الكونغرس على حد تعبير الأستاذ الدغرني ، حالوا دون ذلك ، ادن نشب صراع وبدأت ملامح التشرذم والتشتت في الجسم العالمي الامازيغي ، فكل واحد يعتبر نفسه هو الشرعي . لكن نتساءل ويتساءل معنا كل غيور عن الامازيغية وعن مستقبل هذه المنظمة التي بدأت في التشتت؟ وعن مستقبل الامازيغية في ظل هذه الأوضاع. ولهذا على الجميع سواء المنخرطين في الكونغرس أو الغير المنخرطين ، العمل على التوحد وجمع الشمل ، وتجاوز هذه الانقسامات والصراعات التي لن تزيد للنضال الامازيغي إلا التأخر والتأزم ، والعمل على التوصل إلى حل توافقي والدعوة إلى إلغاء المؤتمرين وعقد مؤتمر جديد يحضر فيه الجميع .