شكل تأخر انعقاد المؤتمر الخامس للكونغرس العالمي الأمازيغي، الذي كان مبرمجا في يوليوز الماضي بتيزي وزو في الجزائر، مناسبة لتفجير الخلافات التي كانت كامنة بين «الإخوة الأمازيغ»، حيث بدأ سيل الاتهامات والاتهامات المضادة بين المؤيدين لعقد المؤتمر في المغرب والرافضين له، بما يكشف أن مؤتمر الأمازيغ أصبح ورقة سياسية بين البلدين، المغرب والجزائر، لتصفية حساباتهما في نزاع الصحراء. فقد اتهم عضو المجلس الفيدرالي بالكونغرس الأمازيغي، الجزائري سعدي يونس، المغرب بمحاولة استغلال الأمازيغ لضرب الجزائر وتشويه صورتها، وقال أول أمس في تصريحات لجريدة «الجزائر نيوز» إن جمعية «تاويزا» المغربية، التي يرأسها فؤاد العماري، شقيق إلياس العماري، أحد المقربين من فؤاد عالي الهمة، أعلنت استعدادها لتمويل المؤتمر، معتبرا ذلك «تدخلا من المخزن». ونفى أن تكون السلطات الجزائرية قد اتخذت موقفا نهائيا من منع انعقاد المؤتمر الخامس للأمازيغ في تيزي وزو، وقال إن المؤتمر كان سينعقد في يوليوز الماضي في تيزي وزو أو بجاية، لكنه تأخر عن موعده شهرين بسبب تأخر الرد الرسمي من السلطات الجزائرية، وإن هذا التأخر دفع برئيس الكونغرس الأمازيغي، الجزائري بلقاسم لوناس، إلى «القيام ببعض الأعمال الغرض منها هو خلق المشاكل»، موضحا أنه جرى عقد لقاء للكونغرس الأمازيغي في فبراير الماضي بمكناس تقرر فيه، بالأغلبية، تنظيم المؤتمر في الجزائر «لكن الرئيس قام بإجراءات غير مقبولة، حيث أودع شكوى إدارية ضد السلطات المحلية، وأعلن عن تنظيم المؤتمر في المغرب، وهذا تجاوز لصلاحيات رئيس الكونغرس»، ورجح يونس أن تكون تصريحات لوناس قد تمت بتنسيق مع المغرب لضرب الجزائر، وقال: «المخزن يسعى إلى احتواء المؤتمر الأمازيغي لأغراض يعلمها الجميع»، وأضاف: «سننظمه في الجزائر كما هو مقرر للرد على مزاعم رئيس المؤتمر الذي ذهب إلى المغرب وأطلق العديد من المغالطات والأكاذيب عبر الصحف المغربية». وقالت مصادر مطلعة ل«المساء» أمس إن التحضيرات قد انطلقت على قدم وساق في مكناس لعقد مؤتمر أمازيغ العالم بها، وإن نحو 15 جمعية ومنظمة أمازيغية جزائرية من منطقة القبايل أعطت موافقتها على المشاركة، مضيفة أن مؤيدي عقد المؤتمر في الجزائر داخل المجلس الفيدرالي والمكتب الدولي للكونغرس أقلية ضئيلة جدا، مقارنة بمؤيدي عقده في المغرب. هذا في الوقت الذي ذكرت فيه بعض المصادر الإعلامية أن مؤتمر الأمازيغي سينعقد في منطقة القبايل الجزائرية ما بين 30 أكتوبر المقبل و2 نوفمبر المقبل. من جانب آخر، حذرت جبهة أمياواي للعمل الأمازيغي في بيان لها، صادر عن دائرتها السياسية، من تحويل الكونغرس الأمازيغي إلى«مطية» تصفية المغرب والجزائر لحساباتهما السياسية حول قضية الصحراء، واعتبرت الخلاف الدائر حول مكان انعقاد المؤتمر مجرد صراع شخصي حول الزعامات، ودعت كافة الأطراف المعنية إلى استحضار خطورة المرحلة وعواقب «أي انزلاق نحو تقسيم وتشتت جديد للكونغرس الذي قد يحرف الأمازيغ عن القضايا الأساسية التي من أجلها تأسس». كما أصدرت منظمة تاماينوت وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية في الجنوب بيانا مشتركا دعتا فيه أعضاء الكونغرس «إلى الحوار الجاد والمسؤول تجنبا لكل ما من شأنه إحداث أي تفرقة أو انشقاق في صفوف هذه المنظمة الدولية».