اختتمت أمس بمدينة مكناس أشغال المؤتمر الخامس للكونغرس العالمي الأمازيغي الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام، في مناخ طبعه الانقسام داخل هذه المنظمة الأمازيغية بعد عشرين عاما من إنشائها، بهدف الدفاع عن حقوق ساكنة «تامازغا»، إذ جاء مؤتمر مكناس مباشرة بعد اختتام مؤتمر مواز عقده منشقون عن الكونغرس بمدينة تيزي وزو الجزائرية يومي 30 و31 أكتوبر المنقضي. وبالرغم من منع السلطات الجزائرية لانعقاد المؤتمر الخامس للكونغرس الأمازيغي في تيزي وزو، إلا أن جناحا من أعضاء المنظمة أصروا على تهريبه من المغرب وعقده فوق التراب الجزائري، رغم أن رئيس الكونغرس، الجزائري لوناس بلقاسم، كان من مؤيدي عقده بالمغرب وحضر مؤتمر مكناس الذي أنهى أشغاله أمس. ولم يحضر مؤتمر تيزي وزو سوى عدد قليل من الأمازيغيين، بسبب منع السلطات الجزائرية للمشاركين القادمين من بلدان المغرب العربي وأوروبا، وقد اعتقلت السلطات الجزائرية وفدا مغربيا يتشكل من 41 أمازيغيا يوم الأربعاء الماضي، كانوا متوجهين إلى تيزي وزو للمشاركة في المؤتمر، بينهم أحمد الدغرني، رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المحظور، ورشيد الراخا، نائب رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي، ورؤساء بعض الجمعيات الأمازيغية المغربية، حيث منعتهم من الخروج، وعلمت «المساء» أن أعضاء الوفد شاركوا في المؤتمر بطريقة غير مباشرة، من خلال تنظيم ورشة داخل إحدى قاعات مطار الهواري بومدين بالعاصمة الجزائرية. وتم انتخاب قيادة بديلة للكونغرس العالمي الأمازيغي تتشكل من ثلاثة رؤساء، عوض رئيس واحد في السابق، هم رشيد الراخا وموساوي خروجة وإبراهيم أوثلات، بما يعني عدم الاعتراف بشرعية الجزائري لوناس بلقاسم. وهاجم أحمد الدغرني، في تصريحات ل»المساء» أمس، مؤتمر مكناس ووصفه بأنه «إخراج مسرحي قام به المخزن المغربي»، وأنه «مجرد فولكلور ليس إلا». وقال الدغرني إن هدف المؤتمر هو التغطية على ما حصل من خروقات في حق الأمازيغ، التي حصلت خلال العام الجاري، مثل اعتقالات مكناس والرشيدية وبولمان داداس، مضيفا أن جهة مكناس ووزارة الثقافة هما اللتان مولتا مؤتمر مكناس، وأنه «تم جلب أناس لا علاقة لهم بالأمازيغ لكي يملأوا القاعة في إخراج مخزني واضح». وتعليقا على الانقسام داخل الكونغرس وعقد مؤتمر مواز في تيزي وزو قال الدغرني:«هناك اتفاق بين المغرب والجزائر على تقسيم الأمازيغ وعلى أن يحتضن المغرب المؤتمر لأن له مصلحة في إظهار ديمقراطيته وعدم منعه للأمازيغ، بينما تريد الجزائر منع الأمازيغ ومحاصرة مناطق تيزي وزو والقبايل حتى ينتهي بوتفليقة من الحصول على ولاية ثالثة وتعديل الدستور». وحسب مشاركين في مؤتمر مكناس فقد حضر ممثلون عن أمازيغيي الجزائر، خاصة منطقة القبايل، وليبيا وجزر الكناري وإسبانيا وفرنسا والطوارق، لكن غاب أمازيغيو تونس وسيوة، ووصف خالد الزيراري، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الأجواء بأنها عادية وقال إن المؤتمر ناقش جميع الأوراق التي كانت معروضة عليه وإنه سيجري انتخاب أجهزته. أما شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان، فقد قال في تصريحات ل«المساء» إن المؤتمر تبنى توصية بتشكيل لجنة خاصة بالطوارق، إذ من المقرر أن تعقد أول ندوة دولية حول هذا الموضوع في بحر الشهور المقبلة. وناقش المؤتمر أيضا، ولأول مرة، قضية نهب أراضي الجموع في بعض المناطق الأمازيغية، خاصة بالأطلس المتوسط، كما نوقشت قضية الحكم الذاتي في الريف والاعتقالات التي طالت الطلبة الأمازيغ في مكناس والراشدية وبولمان دادس.