دعت شخصيات وطنية ومحلية، ترأس 15 جمعية ثقافية وإسلامية، شكيب بنموسى وزير الداخلية إلى إعادة فتح دور القرآن؛ التي أغلقت على خلفية ما سمي بفتوى المغراوي بزواج بنت التسع سنوات، من أجل ممارسة رسالتها التربوية والثقافية والدينية. كما طالب هؤلاء، وعلى رأسهم الدكتور إدريس الكتاني، رئيس نادي الفكر الإسلامي، و الدكتور المهدي المنجرة، رئيس جمعية البحث العلمي في الدراسات المستقبلية، والدكتور عمر الكتاني، رئيس جمعية الدراسات والبحوث في الاقتصاد الإسلامي والدكتور موسى الشامي، رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، والأستاذ أحمد علي الريسوني، رئيس جمعية الدعوة الإسلامية، وزارة الداخلية بالاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبت بشأن هذه الدور. وأعربت هذه الجمعيات عن أسفها العميق لإغلاق حوالي 67 دارا للقرآن بالمغرب، وذلك بالرغم من نفي مسؤولي الجمعيات التي طالها قرار الإغلاق أن تكون مرتبطة تنظيميا بالشيخ المغراوي وجمعيته. وذكر رؤساء الجمعيات، في رسالة مفتوحة وجهتها إلى وزير الداخلية، أن الإغلاق لا يتعارض فقط مع نصوص القرآن الكريم، وإنما يتناقض أيضا مع الحريات التي أقرها الدستور المغربي، كما يتناقض مع قرار الملك محمد السادس بإنشاء قناة خاصة للقرآن الكريم؛ تعمل باستمرار على تلاوته والدعوة إلى رسالته الإسلامية، الشيء الذي يرفع من شأن المغرب وسمعته في الداخل والخارج. واعتبرت أن ردود فعل الأوساط الشعبية والإسلامية على حدث خطير مثل إغلاق دور القرآن، في دولة إسلامية عريقة كالمغرب، وتسويغه بفتوى المغراوي؛ شيء غير معقول ولا مقبول! أولا لقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى، وثانيا لأن المجتمع المغربي هو الذي ضرب المثل الشعبي: طاحت الصمعة علقو الحجام؛ لمن يصدر حكما في قضية لا علاقة له بها، لكنها تصادف هوى الحاكم فيقرها!. واعتبر هؤلاء أن إغلاق الدور الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم، والتعريف بإعجازه وقدسيته، في المغرب، حتى لو بلغت 1000 دار، لا تعني شيئا بالنسبة لعالم إسلامي يحتضن الملايين من هذه الدور، بمختلف القوميات واللغات، لإيمان أصحابها بقوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. وأكدت الجمعيات، أن القرآن الكريم هو خطاب الله الوحيد والمحفوظ فوق ظهر الأرض، الذي يعرف البشرية قاطبة بحقيقة ومعنى وجودها فوق هذه الأرض، ويجيب عن السؤال الأبدي: ما معنى الحياة؟ الذي اعترف (أندري مالرو) بأن الحضارة الغربية عجزت عن الإجابة عنه، بينما أكد رجاء كارودي بأن كل محاولات الإجابة عن هذا السؤال في القرن العشرين باءت بالفشل. يشار إلى أن الجمعيات الموقعة على البيان هي كل من نادي الفكر الإسلامي، والبحث العلمي في الدراسات المستقبلية، وجمعية الدراسات والبحوث في الاقتصاد الإسلامي، والجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، وجمعية الإمام البخاري، وجمعية الدعوة الإسلامية، والجمعية المغربية للعمل التطوعي، والحركة من أجل الأمة، وجمعية فضاء التواصل، وجمعية معالم العمل الثقافي والتربوي، وجمعية النهضة، وجمعية الرائد للتربية، والتنمية وجمعية منبر الحوار، وجمعية أقلام للثقافة والفن، وجمعية السلام للأعمال الاجتماعية (فرع الجديدة). وقد أثار قرار إغلاق دور القرآن استنكارا من لدن العديد من الجمعيات الحقوقية التي اعتبرت القرار ضد القانون، ويمس بحرية ممارسة العمل الثقافي والجمعوي، كما نوقش الموضوع بمجلس النواب، بعد أن قدمت ثلاث فرق برلمانية أسئلة في الموضوع، مما جعل بنموسى يقول بأن الإغلاق جاء من أجل حماية المواطنين من التشويش والحفاظ على أمنهم الروحي والأخلاقي ويسوغ ذلك بعدم امتثال المعنيين بالأمر للقوانين الجاري بها العمل، وعدم خضوعها للقانون رقم 01,13 المتعلق بمؤسسات التعليم العتيق الصادر بتاريخ 29 يناير ,2002 رغم أن العديد من الجمعيات تأسست قبل صدور هذا القانون.