اعترفت وثيقة المؤسسات العمومية بالمغرب التي أرفقت بمشروع قانون المالية لسنة 2009 بالفشل الكبير لبرنامج مقاولتي. ولم يستطع البرنامج، حسب الصدر نفسه، إنجاز سوى إلى 1462 مشروع إلى غاية غشت من السنة الجارية، بعدما كان يهدف إلى الوصول إلى 30 ألف مشروع، شغلت أقل من 5 آلاف شخص بعد أن كان الهدف هو 90 ألف في نهاية 2008 ، وهو ما يبين أن نسبة تحقيق الهدف لم تتجاوز 4,8 في المائة، وبلغ معدل إنجاز برنامج إدماج 34 في المائة ما بين 2006 وغشت من السنة الجارية. وأكد عبد الحفيظ فهمي، مدير المركز المغربي المستقل لأبحاث التشغيل، أن هذه الأرقام تبين الحصيلة الهزيلة لبرنامج مقاولتي، ويشكل خيبة أمل للشباب المغربي، ووصمة عار للتدبير الحكومي، مضيفا أن الأرقام التي تضمنها إدماج فيها العديد من المغالطات، لأن هناك تساؤلا عن شروط الاستفادة من الإدماج، والذي يتطلب المكوث في العمل سنتين على الأقل. وبلغ عدد الذين استفادوا من التأهيل 16 ألفا و971 مستفيدا إلى غاية غشت الماضي؛ بعدما كان يهدف البرنامج إلى الوصول إلى 50 ألف تأهيل، وهو ما يمثل 34 في المائة من الهدف المسطر. وبخصوص برنامج إدماج؛ وصل عدد المستفيدين إلى 103 آلاف و989 مستفيدا إلى غاية غشت، ويهدف البرنامج إلى الوصول إلى 105 آلاف بين 2006 و,2008 وقد تم تخصيص غلاف مالي قدره 939 مليون درهم خارج ميزانية الوكالة للتدابير الجديدة المقررة في مبادرة الشغل. وفي الوقت الذي كان المهتمون بقطاع التشغيل ينتظرون مبادرات جديدة؛ مازالت الجهات لم تنتهج سياسات جديدة، خصوصا وأن الأزمة المالية سيكون لها انعكاس على البطالة، حسب فهمي. وانتقل عدد العاطلين على المستوى الوطني من مليون و133 ألف عاطل خلال الفصل الأول من سنة 2007 ، إلى مليون و78 ألفا من نفس الفصل خلال السنة الجارية، وفق إحصاءات المندوبية السامية للتخطيط حولالنشاط الشغل والبطالة؛ خلال الفصل الأول من ,2008 الذي أكد أن البطالة تمس أكثر حاملي الشهادات في المستوى المتوسط، حيث بلغت نسبة بطالة هذه الشريحة ما بين 15 و24 سنة إلى 57,2 في المائة، متبوعة بالمستوى العالي 28في المائة، وبدون شهادة 9 في المائة.