اعترف جمال الدين أغماني، وزير التشغيل، ومعه حفيظ كمال، مدير «أنابيك»، بأن برنامج مقاولتي لم يسوق جيدا منذ انطلاقته في 2006، بالإضافة إلى مشكل إلزامية توفر الشاب على دبلوم للاستفادة من البرنامج الممول من طرف الدولة، دون الحديث عن غياب «ثقافة المقاولة» لدى الشباب المغربي، وهو ما دفع الحكومة إلى إعادة بث روح جديدة في البرنامج خلال هذه السنة. وقال أغماني، خلال ندوة أقيمت بالدار البيضاء أول أمس، إن الصحافة كانت قاسية في حكمها على «مقاولتي» بنعتها للبرنامج ب«الفاشل»، حيث كان الجميع يتساءل عن 30 ألف مقاولة صغيرة و90 ألف وظيفة بحلول 2008، وهو ما كان البرنامج يستهدفه منذ انطلاقته قبيل عامين ونصف، لكن واقع الحال لم يظهر سوى 473 مقاولة أنشئت في 2008، مشيرا إلى أن كلمة «فشل» ليست في محلها، حيث إن برنامج «مقاولتي» هو مسلسل معقد يستتبع عدة مراحل كدراسة السوق وتوفير الوسائل والتتبع ... أما الآن «يمكن القول أنه وبعد إعادة إحياء البرنامج خلال القانون المالي لسنة 2009، أن «مقاولتي» قد انطلقت انطلاقة أخرى، وجيدة هذه المرة» يضيف أغماني بتفاؤل. التوجه الجديد للحكومة، الذي يروم إحياء برنامج لم يوفق في بلوغ مراميه التي أنشئ من أجلها في 2006، أصبح ساري المفعول من خلال التنصيص في القانون المالي لهذه السنة على عدم إلزامية توفر المستفيدين من «مقاولتي» على دبلوم أو شهادة، حيث قال مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات «أنابيك»، حفيظ كمال، في هذا الصدد، إن «بعض الأشخاص لهم القدرة الشخصية والحس المقاولاتي رغم أنهم لا يحملون شهادة، وآخرون رغم أنهم يحملون شواهد عليا فقد لا يملكون بالضرورة هذه الكفاءة، وهو ما دفع الحكومة إلى إلغاء هذا الشرط من أجل الاستفادة من «مقاولتي»، وأكد أنه «قبل اعتماد هذا التغيير مؤخرا، كان برنامج مقاولاتي يقتصر على المغاربة الحاملين لشواهد التكوين المهني تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة للاستفادة من دعم مالي على مدى 12 شهرا لترى مشاريعهم النور، حيث إن توسيع معايير الأهلية من شأنه أن يبعث الحياة من جديد في برنامج تلقى انتقادات كثيرة لإخفاقه في بلوغ أهدافه المرسومة». الحكومة- وبعد المجازفة بأرقام كبيرة خلال انطلاق البرنامج في سنة 2006، حيث كان التوقع يفوق 30 ألف مقاولة بانتهاء سنة 2008- أصبحت أكثر حرصا في توقعاتها، ولم تتجاوز 2000 مقاولة من المرتقب أن تنشأ في أفق منتصف 2009. حفيظ كمال، ومن خلال عملية التقييم التي اعتمدت من أجل بث دينامية جديدة ووضع مخطط لانطلاقة أخرى ل«مقاولتي»، عدد نواقص البرنامج القديم في 3 نقط، أولاها محدودية التواجد المحلي للمواكبة، ثم نقص التحسيس تجاه الوكالات البنكية المحلية، وثالتها التوافد الضعيف لحاملي المشاريع على الشبابيك، مؤكدا أن مخطط الانطلاقة الجديدة يعتمد فتح برنامج «مقاولتي» في وجه جميع حاملي المشاريع، وتوسيع شبكة المواكبة وتقوية قدراتها، ثم تنشيط تدبير البرنامج على المستويين الجهوي والمحلي وتحسيس الوكالات البنكية المحلية، مع تنظيم حملة تواصلية استنادا إلى الحالات الناجحة .أما بالنسبة إلى توزيع شبابيك المواكبة حسب الشركاء، فأكد حفيظ كمال أن سنة 2009 ستعرف بلوغ حوالي 200 شباك بمختلف المؤسسات، أهمها 60 شباكا بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، و36 شباكا بمكاتب الاستشارة الخاصة، و29 بغرف الصناعة والتجارة والخدمات وحوالي 20 شباكا بجمعيات القروض الصغرى.وإذا كانت الأبناك قد أخذت نصيبها من النقد بعد تعثر البرنامج خلال السنتين الماضيتين، وذلك نظرا إلى الفترات الطويلة التي كانت تستغرقها المؤسسات البنكية في النظر في طلبات المقاولين بل هناك من الأبناك من لم تلتزم بخطة المشروع... هذه المشاكل حاول المخطط الجديد تداركها، حيث أكد جمال أغماني في هذا الصدد أن الحكومة، بتنسيق مع المجموعة المهنية للأبناك بالمغرب، ستقوم بتحسيس الوكالات البنكية المحلية حول دعم برنامج «مقاولتي» في صيغته الجديدة، وذلك من خلال تحديد مخاطب من كل بنك على صعيد كل إقليم أو عمالة، وتحسيس الوكالات البنكية المحلية باحترام الدليل العملي لبرنامج «مقاولتي»، ثم انخراط الوكالات البنكية المحلية في أشغال اللجان التقنية.