اعتبر نواب برلمانيون أن معالجة البطالة ظاهرة شمولية تستدعي وضع استراتيجية مندمجة وطويلة الأمد، تنخرط فيها جميع القطاعات المعنية وعلى رأسها التعليم والمؤسسات المالية وأرباب العمل والفر قاء الاجتماعيين. وشددوا، خلال يوم دراسي حول حصيلة «مبادرات التشغيل،» أول أمس الاثنين، على ضرورة مواكبة المستفيدين من هذه البرامج وتمكينهم من الاندماج بشكل كامل في النسيج الاقتصادي والاجتماعي منبهين إلى بعض الخروقات التي يعرفها التشغيل في القطاع الخاص. وأشاروا في هذا الصدد إلى «المضاربة في اليد العاملة» التي تقوم بها بعض وكالات التشغيل، والتي تمد بعض المقاولات باليد العاملة دون احترام للقانون وشروط السلامة في أماكن العمل. وأكدوا أن إنجاح برنامج «مقاولتي» رهين بحل مشكل العقار وتبسيط المساطر الإدارية وتحفيز الأبناك للانخراط بشكل أكبر في هذه العملية بالإضافة إلى تطوير الحس المقاولتي لدى الشباب خاصة في صفوف حاملي الشهادات. ومن جانبه، قال مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، كمال حفيظ، إن 82 ألفاً و935 مرشحاً للعمل استفادوا من برنامج (إدماج) إلى حدود مارس 2008 ، مضيفا أن الهدف المسطر للسنة ذاتها يهدف إلى إدماج 46 ألف باحث عن الشغل. وأضاف حفيظ، في معرض تقديمه لحصيلة منجزات «مبادرات التشغيل»، أنه تم تحديد أكثر من 16 ألف فرصة للتكوين في إطار برنامج (تأهيل) مشيرا إلى أن الهدف المسطر لسنة 2008 هو استفادة 20 ألفا من الشباب حاملي الشهادات من هذا البرنامج. وبخصوص برنامج «مقاولتي» ، أثار حفيظ بعض الصعوبات المرتبطة بتفعيل هذا البرنامج والمتمثلة بالأساس في صعوبة الحصول على القروض وضعف الثقافة المقاولتية خاصة في صفوف حاملي الشهادات وحصر البرنامج في هذه الفئة، متوقعا أن يتم مواكبة5 آلاف من حاملي المشاريع خلال سنة2008 . من جهة أخرى، استعرض مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات المحاور الأساسية لتنمية الوكالة والتي تتجلى في عصرنة وتوسيع شبكتها والانفتاح على الشركاء وتطوير واحترافية الخدمات وتطوير التدبير ووضع برنامج فعال للقيادة وتعبئة الموارد البشرية حول المردودية. واعتبر جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني أن حصيلة برنامج «إدماج» إيجابية بالمقارنة مع الأهداف المسطرة، الوصول إلى105 آلاف فرصة. وبخصوص برنامج «مقاولتي»، أوضح أغماني أن هذا البرنامج لم ينطلق إلا منذ حوالي13 شهرا، عكس برنامج (إدماج) و(تأهيل) حيث كانت هناك مرحلة إعدادية، مشيرا إلى بعض الصعوبات التي يعاني منها هذا البرنامج كقلة التجربة لدى فئة كبيرة من مؤطري شبابيك مقاولتي والنقص في المعلومات المتعلقة بالبرنامج لدى الأبناك. وبخصوص التوجهات العامة التي يعرفها سوق الشغل، أكد وزير التشغيل أن مهن الاستشارة والدراسة والبحث عرفت وستعرف طلبا متزايدا في كل من القطاعين العام والخاص وكذلك مهن تكنولوجيا المعلوميات والاتصال، بالنظر إلى حاجيات القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة خاصة مهن الخدمات عن بعد كمراكز النداء والمهن المرتبطة بالمعلوميات والتكوين الإلكتروني.