أفادت بعض وسائل الإعلام أنك استدعيت مرة ثانية من طرف الشرطة القضائية من أجل البحث، ما حقيقة ما حصل؟ اتصلت بي الشرطة القضائية يوم الخميس الماضي على الساعة الحادية عشر صباحا، وأخبروني بموعد أولي حدد له يوم الإثنين 20 أكتوبر، لكنهم ما لبثوا أن اتصلوا بي مرة أخرى لما كنت في الطريق من البيضاء إلى الرباط من أجل تصوير بعض الأفلام القصيرة؛ التي يشارك فيها خريجو المعهد الذي أسسته في مدينة ورزازات، وطلبوا مني الحضور إلى مركز الشرطة، وقد رجعت من سفري ولبيت الدعوة، وحضرت الجمعة على الساعة الحادية عشر صباحا، وكان الاستدعاء من أجل تعميق البحث في حساباتي البنكية، ونشاطي السينمائي والعقاري منذ كنت طالبا، أي منذ الثمانينيات، ولم يشر البحث لا من قريب ولا من بعيد إلى موضوع السوريين بأدنى إشارة، كما طلبوا مني في آخر البحث أن أدلي بكشوف حساباتي البنكية. والغريب أن بعض الجهات تسابقت لتسريب الخبر إلى بعض الجرائد، وادعت أن لي حسابات مالية ضخمة، دون أن تحترم سرية البحث، وهو ما يعني أن هناك نيتة مبيتة لخدش صورتي والإساءة إلى سمعتي الفنية والثقافية، وهذا لا يمكن أن يكون أمرا مقبولا في دولة يفترض فيها أنها تحترم القانون. إلى حدود اليوم، لا علم لي بما يريدونه مني، فقد أدليت بكل ما يطلبونه من معلومات، وأظن أن هذه الاستدعات من أجل البحث ستبقى سيفا مصلتا على رقبتي، ولهذا فما أطالب به هو الاحترام الكامل للقانون ولسرية البحث، فلا أحد فوق القانون. كيف تفسر هذه الحملة ضدك؟ قد تداخلت الخيوط والأهداف في هذا الموضوع، لكن دعني أحيطك علما أن جميع الصور التي نشرت لي في الصحافة بارتباط مع هذه الحملة كانت مأخوذة من مهرجان طنجة السينمائي الذي كان لي فيه موقف واضح ومدافع عن قيم هذه البلاد وهويتها وأهلها، وذلك عندما انتفضت ضد الصورة الاختزالية والأحادية والمشوهة للمغرب والتي قدمها فيلم ماروك، مستندا في ذلك على اعتبارات فنية وسينمائية، لم يقع الرد عليها بما بالحجة المناسبة، ولهذا لا أستبعد أن الحملة الحالية هي جزء من سياسة تحجيم لمسار فني سينمائي يقدم نموذجا مختلفا عن النموذج الذي يراد له أن يتنشر ويسود رغم اصطدامه مع مقومات الهوية المغربية. وهذا أحد الخيوط التي يمكن تتبعها لمعرفة من وراء هذه الحملة التي انطلقت ضدي قصد تشويه صورتي الفنية والسينمائية. كما أن إسهامي في رأسمال جريدة المساء يمكن أن يعتبر هو أيضا من هإرث المرأة.. ك باعتبار عدد من مواقفها واختياراتها التحريرية، ورغم أن موقعي كمساهم فإنها منذ اليوم الأول انطلقت على اساس احترام السياسة التحريرية المنبثقة من داخل هيئة تحريرها وصيانة استقلاليتها عن أي تدخل كان. ولهذا فما لا يفهمه هؤلاء هو أني، وإن كنت مسهما بحصتي في هذه الجريدة إلا أني لا أتدخل في خطها التحريري ولا أؤثر فيه، فلست صحفيا وليست لي أية مسؤولية مباشرة في جريدة المساء، بل على العكس أعتبر نفسي مسؤولا عن دعم استقلاليتها لا العكس. وما هي الرسالة التي توجها إلى من يستهدفك؟ ليست لي أية رسالة إلى هؤلاء، رسالتي المباشرة إلى هذا الشعب، فقد رجعت من الخارج إلى بلدي وأنا أحمل توجها واضحا لا غموض فيه، وهو أن أخدم بلدي وأن أراه بلدا حرا يحترم فيه القانون، خاصة في المجال الذي أشتغل فيه، أي المجال السينمائي، .