وعلى الصعيد نفسه، أعلن مصدر من ميسور، أن سكان بعض الدواوير بالمنطقة منهمكون في انتشال جثث المواشي المقدرة بالمئات من تحت الأنقاض؛ مخافة انتشار الأمراض الناتجة عن تحلل جثث الحيوانات، كما أن التلاميذ متوقفون عن الدراسة بسبب ضياع لوازمهم المدرسية، فيما اكتفى المسؤولون بتوزيع الخيام على المنكوبين. وفي السياق ذاته، أعلن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منطقة ميسور وإيكلي وكاع جابر والكنفوذ، ودواوير جماعة سيدي بوطيب، والدواوير الواقعة على ضفاف النهرين التي اجتيحت من قبل نهر ملوية ووادي شوف، مناطق منكوبة، وتعيش في عزلة تامة، وسجل في بيان له توصلت التجديد بنسخة منه، أن السكان مشردون في الخلاء بدون مأوى وبدون مؤونة، ولا رعاية، كما سجلت الجمعية انعداما مطلقا لجميع مصالح الدولة للإخبار بالأخطار، وإنقاذ الناس، وتقديم المؤونة، والإسعافات الأولية، وتوفير الأمن، في مقابل الإسراع بتوفير تعزيزات أمنية من خارج الإقليم، وجعلها في حالة تأهب لقمع أي تعبير احتجاجي جماهيري ضد الوضع المزري والكارثي، والاكتفاء بالتصريحات والوعود الوهمية. وفي السياق ذاته، ذكر البيان، أن المنطقة تشهد العديد من المفقودين والمفقودات، وتشريد أزيد من 6000 نسمة بجماعة سيدي بوطيب وحوالي 2000 نسمة ببلدية ميسور. إضافة إلى انهيار مئات المنازل وإتلاف أثاثها بكل من الدويرة وأولاد بوزازية وأولاد سليمان، وأولاد سكير والحرشة وتشابت وأولاد بوطاهر وكبدور والكصيرة الكحيلة وتاغزوت وأولاد بوخالفة، وانهيار القناطر والسواقي، وجرف وإتلاف أغلب الأراضي والمحاصيل الزراعية، وانقطاع الماء الصالح للشرب والكهرباء والهاتف النقال والثابت بجماعة سيدي بوطيب وحيي ليراك وإيكلي.وبإقليم الناظور، ذكر مراسل التجديد أنه رغم أن الحياة بدأت تعود إلى مسارها الطبيعي، فإن الأوحال وبرك المياه والبحيرات الناتجة عن الفيضان ما تزال تغطي معظم مناطق الإقليم، وفي السياق ذاته، يعزو الكثير من المواطنين الأسباب الحقيقية لهذه الفيضانات التي لم يشهد الناظور مثلها منذ عقدين، إلى سوء تدبير المجالس المنتخبة المتعاقبة، ويتمثل ذلك ـ حسب رأيهم ـ في منح تراخيص للبناء - مقابل رشاوى - في أماكن كانت في الأصل أودية. حيث إن معظم الأحياء المتضررة إما أنها متواجدة بضفاف واد بوسردون وبحيرة مارتشيكا، أوبالأماكن التي كانت في الأصل أودية كحي أهركاشا وحي براقة وأيت عيسى وترقاع وعريض وأجزاء من بوعرورو. وإذا كانت الأودية تعود إلى أصلها في هذه المناطق وتغرق السكان في الأوحال، ففي المدن تتحول الشوارع إلى انهار حقيقية بعدما لم تجد منافذ لها ومصاريف للمياه خصوصا بعد الإصلاحات التي أجمع السكان على أنها مغشوشة كونها بادية للعيان.