خيم الهدوء لليلة الثانية على قطاع غزة بعد إعلان القوات الإسرائيلية الانسحاب أحادي الجانب وإيقاف هجومها الذي استمر 22 يوما على القطاع عقب التوصل إلى وقف «هش» لإطلاق النار. وفي الوقت الذي بدأ فيه الفلسطينيون إحصاء عدد شهدائهم في أعنف هجوم قامت به إسرائيل ضد القطاع، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أن الفلسطينيين حققوا «انتصارا كبيرا» في الحرب، وأكد هنية أن «العدو فشل في تحقيق أهدافه». وقال أسامة حمدان، ممثل حماس في بيروت، إن وقف إطلاق النار رهن بتحقيق شرطين هما الانسحاب الإسرائيلي من القطاع خلال أسبوع وفتح المعابر وإنهاء الحصار. واستخدم سكان غزة أيديهم والجرافات للنبش تحت الأنقاض بحثا عن جثث ضحايا منتهزين فرصة ثبات وقف إطلاق النار. وحسب موقع «بي بي سي» فقد تم انتشال أكثر من 100 جثة لأشخاص قتلوا في الغارات الإسرائيلية، وطبقا لإحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد القتلى من الفلسطينيين خلال العمليات الإسرائيلية يقترب من 1300، أما في الجانب الإسرائيلي، فقد بلغت الخسائر في الأرواح 13، بينهم 10 جنود حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وعاد الفلسطينيون في أنحاء القطاع إلى منازلهم ليصدموا بحالة الدمار الهائل ويحاولوا نبش الركام لانتشال المزيد من الجثث. وقال مراسلون في رفح إن حوالي 40 ألف شخص ممن غادروا منازلهم خلال الصراع عادوا إليها ليتفقدوا ما تبقى لهم بعد الدمار. ونقلت تقارير صحفية أن رائحة الجثث المتحللة تفوح في بعض الأحياء، وأن في منطقة العطاطرة تم اكتشاف جثث في الشوارع، مشيرة إلى أنه تم انتشال جثث أفراد عائلات بأكملها. وذكر موقع «سي إن إن» أنه تم انتشال 23 جثة، قرابة نصفهم من النساء، من تحت الأنقاض في ضاحية «الزيتون» أول أمس الأحد، قال شهود عيان إنهم قضوا نحبهم في الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي دامت على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع في غزة. ومن جانبها، قالت الأممالمتحدة إن نصف الضحايا من الأطفال. وقال عابد السموني لموقع «سي إن إن» إن جيلين من عائلته قد أبيدا في الهجوم: «لم تتبق أي من شقيقاتي، أطفالهن أعدموا وبيتي تم تدميره من قبل اليهود». وذكر أن قوة من الجيش الإسرائيلي اقتادت في اليوم الأول من انطلاق العملية البرية في الثالث من الشهر الجاري، 110 فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، إلى منزل واحتجزتهم هناك لمدة يومين دون مؤن. وكشفت مصادر من هيئة الصليب الأحمر الدولي أن الجنود الإسرائيليين منعوا أطقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى الجرحى لمدة 48 ساعة، كما لم يتح لهم الوقت الكافي لانتشال جثث القتلى. ويدخل ضحايا حي «الزيتون» ضمن أكثر من 1200 شهيدا لقوا مصرعهم خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 دجنبر الماضي، وفق مصادر طبية فلسطينية.