أعلنت إسرائيل من جانب واحد وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة، سارعت إلي رفضه معظم فصائل المقاومة الفلسطينية. إلا أنها عادت بعد ساعات لتعلن وقفا مماثلا لإطلاق النار وإذا كان «إيهود أولمرت» الذي أعلن قرار الحكومة الأمنية المصغرة بوقف إطلاق النار، قد برر القرار بكون إسرائيل قد حققت أهدافها العسكرية، إلا أن كثيرا من المراقبين يرون أن الأهداف الكبرى للحملة لم تتحقق ومن بينها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف «جلعاد شاليط» أو عزل حركة حماس. و علي الساحة استشهد مدني فلسطيني فجر أمس بعد سريان وقف إطلاق النار فيما تم اكتشاف وانتشال 40 جثة لضحايا مدنيين جدد. افاد مصدر طبي فلسطيني ان فلسطينيا قتل الاحد بنيران القوات الاسرائيلية بينما كان في مزرعته في بلدة خزاعة شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، وهو اول ضحية منذ دخول وقف اطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل من جانب واحد حيز التنفيذ منتصف الليلة قبل الماضية. وقال المصدر ان «المواطن ماهر ابو رجيلة (23 عاما) استشهد برصاصة اصابته في الصدر واطلقها الجنود الاسرائيليون المتواجدون في المنطقة الحدودية في شرق خان يونس» وهو اول فلسطيني يقتل منذ بدء وقف اطلاق النار. من جهة ثانية اكد الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة ان خمسة مواطنين اصيبوا بجروح مختلفة بنيران القوات الاسرائيلية. واوضح ان اثنين اصيبا في جباليا وثلاثة اخرين اصيبوا في بيت حانون في شمال قطاع غزة. و اعلن الطبيب من جهة ثانية انه تم صباح أمس الاحد انتشال جثث40 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين، بعضهم من تحت انقاض منازل مقصوفة من قبل الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على غزة. وقال حسنين «تم صباح اليوم انتشال40 جثة لشهداء سقطوا في القصف الاسرائيلي في شرق جباليا وبيت لاهيا وشرق حي الزيتون» واضاف ان «عددا من الشهداء وبينهم اطفال ونساء تم العثور عليهم مدفونين تحت ركام منازلهم وبعض الجثث متفحمة ولا يمكن تمييزها من بينهم جثتان من عائلة السموني في حي الزيتون» وكان30 على الاقل من افراد عائلة السموني قتلوا في قصف من الدبابات على منزلهم، حيث كانوا يتجمعون في غرفة واحدة. وذكر انه «تم العثور على17 جثة لشهداء في شرق جباليا و6 شهداء في منطقة العطاطرة في بيت لاهيا و2 في منطقة جبل الكاشف شمال جباليا» ويرتفع عدد القتلى الذين سقطوا في العملية العسكرية الاسرائيلية على غزة التي بدأت في27 دجنبر الماضي الى1245 قتيل فلسطيني بحسب المصدر ذاته. و بخصوص المواقف من وقف إطلاق النار ،قال أيمن طه المسؤول الكبير بحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» أمس الأحد ان حماس أعلنت وقفا فوريا لاطلاق النار من جانب نشطائها والفصائل المتحالفة معها في قطاع غزة أمس الاحد مضيفا أن الحركة الاٍسلامية أمهلت اسرائيل أسبوعا لسحب قواتها من القطاع و ليتم فتح المعابر امام الحالات الانسانية والاغاثية. وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في قد أعلن أول أمس السبت في بيان ان «على العدو الصهيوني ان يوقف عدوانه وينسحب من قطاع غزة بشكل كامل ويفك الحصار ويفتح المعابر، فلن نقبل بوجود اي جندي واحد على ارض غزة مهما كلفنا ذلك من ثمن. فحماس باقية والمقاومة باسلة والقيادة ثابتة» واوضح برهوم ان «طرح العدو وقف اطلاق النار من طرف واحد يؤكد ان الحرب هي من طرف واحد وفي اتجاه واحد شنها العدو على شعبنا واهلنا » واضاف ان الاسرائيليين «اخذوا قرار الحرب لكنهم ليسوا من يقرر نهايتها»، وقال ان «دماء قادتنا لن تذهب هدرا» واكد برهوم «ان ما رفضنا ان نعطيه تحت الحصار والدمار، لن نعطيه بالاطروحات السياسية الخبيثة. نرفض اي مساس بسلاح المقاومة. واي محاولة لتقويض المقاومة لن يكتب لها النجاح» وشدد برهوم في البيان الذي تلاه وبثته قناة الاقصى الفضائية التابعة لحركة حماس «سنبني مواقفنا من اي مبادرة او حل بقدر ما تجلب الخير والمصلحة لشعبنا». وفي المقابل قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد ان وقف اطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل من جانب واحد السبت « هام وضروري ولكنه غير كاف»، مطالبا ب«انسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة وبفك الحصار وفتح المعابر». وصرح عباس للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة ان المباحثات «تركزت على الهدنة ووقف اطلاق النار الذي كان يتم التركيز عليه منذ اليوم الاول للعدوان». وطالب ب «بضرورة الانسحاب الاسرائيلي الكامل من اراضي غزة وفك الحصار وفتح المعابر حتى تصل المساعدات لابناء الشعب الفلسطيني في غزة».