أعلنت إسرائيل أول أمس السبت من جانب واحد وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة، سارعت إلى رفضه معظم فصائل المقاومة الفلسطينية، لكنها عادت بعد ساعات وأعلنت وقفا مماثلا. وإذا كان «إيهود أولمرت» الذي أعلن قرار الحكومة الأمنية المصغرة بوقف إطلاق النار، قد برر القرار بكون إسرائيل قد حققت أهدافها العسكرية، إلا أن كثيرا من المراقبين يرون أن الأهداف الكبرى للحملة لم تتحقق ومن بينها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف «جلعاد شاليط» و عزل حركة حماس وتحييدها. وإذا ما حافظ وقف إطلاق النار على تماسكه، فإن المراقبين يتوقعون أن يتم الكشف عن الفظاعات الوحشية التي خلفها الجيش الإسرائيلي، خاصة عقب دخول المسعفين والأطباء الدوليين. وفي هذا الإطار تم صباح أمس وبعد سريان وقف إطلاق النار اكتشاف وانتشال 40 جثة لضحايا مدنيين جدد ظلوا تحت الأنقاض. وفيما قال محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إن وقف إطلاق النار«هام وضروري ولكنه غير كاف»، مطالبا في نفس الوقت ب«انسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة وبفك الحصار وفتح المعابر» ، قال أيمن طه المسؤول الكبير بحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» ان حماس أعلنت وقفا فوريا لاطلاق النار من جانب نشطائها والفصائل المتحالفة معها في قطاع غزة أمس الاحد، مضيفا أن الحركة الاٍسلامية أمهلت اسرائيل أسبوعا لسحب قواتها من القطاع و ليتم فتح المعابر امام الحالات الانسانية والاغاثية. و كان فوزي برهوم المتحدث باسم حماس قد أعلن قبل ذلك، في بيان ان «على العدو الصهيوني ان يوقف عدوانه وينسحب من قطاع غزة بشكل كامل ويفك الحصار ويفتح المعابر، فلن نقبل بوجود اي جندي واحد على ارض غزة مهما كلفنا ذلك من ثمن. فحماس باقية والمقاومة باسلة والقيادة ثابتة». وأوضح برهوم أن «طرح العدو وقف إطلاق النار من طرف واحد يؤكد ان الحرب هي من طرف واحد وفي اتجاه واحد شنها العدو على شعبنا وأهلنا ». وأضاف أن الاسرائيليين «اخذوا قرار الحرب لكنهم ليسوا من يقرر نهايتها»، وقال ان «دماء قادتنا لن تذهب هدرا» ويعتقد كثير من المراقبين أن حرب إسرائيل الأولى مع حماس لن تكون الأخيرة، وأن وقف إطلاق النار لن يكون سوى هدنة. وفيما أعلنت اسرائيل إنهاء حربها الاولى مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» يعتقد كثير من المراقبين انها لن تكون الاخيرة.