انخرط في تعلم كتاب الله عز وجل منذ الصغر على يد مشايخ القراء في المنطقة الشرقية، ويعلمه حاليا بمدرسة للقرآن الكريم، ويقضي يومه في ظلاله على اعتبار إمامته للناس بالمسجد، من ثم يعتبر أن الله أكرمه بالالتحاق بركب القرآن الكريم، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. ذكريات جميلة وأخرى قاسية عاشها الجامعي خلال مسيرته يحكيها في حواره. من هو عبد الرحمان الجامعي؟ من مواليد 1972 بالعيون الشرقية، متزوج وأب لبنتين حفصة وزينب، خريج معهد البعث الإسلامي بوجدة ، إمام وخطيب بمسجد مصعب بن عمير، مدرس للقرآن الكريم بمدرسة الأمة التابعة للمعهد البعث الإسلامي. كيف حفظتم القرآن الكريم، وهل كان اهتمامكم بالقرآن الكريم منذ الطفولة ؟ تابعت الدراسة في المدرسة العمومية إلى غاية السادس ابتدائي، ثم تركت الدراسة بطلب من والدي الكريم، حيث وجهني إلى حفظ القرآن الكريم، حيث حفظته على الطريقة القديمة، تحت إشراف شيوخ المنطقة الشرقية، منهم من انتقل إلى جوار ربه، ومنهم من يزال على قيد الحياة، فجزاهم الله خيرا لما بذلوه معنا حتى أصبحنا من حفاظ كتاب الله عز وجل. كيف تقضي يومك في رمضان، وماذا يمثل لك هذا الشهر الكريم؟ شهر رمضان بالنسبة للأئمة وخطباء هو شهر القرآن الكريم، حيث أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويومي في رمضان كله قرآن، وأقوم بتدريسه بمدرسة الأمة، حيث أتوجه إليها ابتداءا من التاسعة صباحا، وفي الليل أصلي بالناس التراويح في المسجد، فالحمد لله أقضي اليوم كله مع كتاب الله عز وجل، وهذه من إكرامات الله تعالى علي، في صغري أكرمني بالتحاق بركب القرآن الكريم، والتتلمذ على أهله طالبا في الحلقات، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه، فخيركم من تعلم القرآن في الطفولة، ثم تعليمه إلى الناس أو الطلبة، فمن فضل الله أن سارت حياتي مع القٍرآن الكريم، وبفضل والدي الكريمين اللذين بذلا كل ما في وسعهما حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولا ننسى أيضا فضل أساتذتنا الكرام وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل مصطفى بن حمزة هذا الرجل الذي لا يمكن لأحد من أهل القرآن في هذه المنطقة أن ينكر فضله. بعض الذكريات التي تركت بصماتها؟ أتذكر، بما أننا في شهر رمضان، إحدى الذكريات التي رغم قساوتها، أتذوق حلاوتة هذا القرآن الكريم من تلك القساوة، كنت أتابع دراستي في حفظ القرآن الكريم في إحدى القرى بالمنطقة الشرقية في شهر رمضان المبارك، وكانت مسألة وجبة الفطور والسحور يتكلف بها أهل القرية بالتناوب، ويأتون بها إلى المسجد، وفي يوم من الأيام، الشخص الذي كان مكلفا بإحضار الفطور والسحور إلى المسجد لم يستطع المجيء لسبب من الأسباب، والقرية كما تعلمون تكون نائية، لا يوجد السوق أو الدكاكين، وبقيت على تلك الحالة حوالي يومين، لم أكل شيئا ما عدا الماء، وبما أنني ذكرت أقسى ذكرى في مسيرة القرآنية، لابد أن أذكر أحسن الذكريات، وهي كثيرة، حيث أتذكر الحفل الذي أقامه والدي الكريمين عندما أنهيت ختم القرآن الكريم للمرة الأولى، فقد كان الحفل تقليديا وكان بهيجا، وحضره العديد من طلبة القرآن الكريم وعدد من الفقهاء وأفراد آخرين، وما زلت أتذكر الطريقة التي أقيم بها الحفل إلى الآن. أين يتجلى الإعجاز في القرآن الكريم؟ يتجلى الإعجاز في القرآن الكريم، هو أننا نتلو القرآن صباح مساء، فمثلا نذكر سورة الفاتحة في صلاة واحدة أربعة مرات ، ونكررها أكثر من 20 مرة في اليوم، وكأننا نقرأها لأول مرة، وعند تلاوة سورة أو آية فكأننا نقرأها لأول مرة، وكأن هذه الآية جديدة ونزلت في هذه الساعة، ولا نمل من قراءة القرآن الكريم.