كشفت مصادر صحفية يوم الخميس 11 شتنبر 2008 عن أن الزعيم الليبي معمر القذافي سوف يقوم بزيارة للعاصمة البريطانية لندن في شهر ديسمبر المقبل، إذعاناً بفتح صفحة جديدة في تعزيز العلاقات بين ليبيا وبريطانيا بعد حالة من الجمود الشامل في كافة المجالات، دامت لعقود من الزمن. وقالت المصادر إنه من المقرر أن يشارك القذافي في مؤتمر دولي سوف يحضره عدد من الدول المنتجة للنفط ، والذي سيشرف علي تنظيمه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني يسعى من وراء استضافته لهذا الجمع من كبريات الدول المصدرة للنفط هو تحسين وضعيته علي الجبهتين الداخلية والخارجية علي حد سواء. وبحسب المصادر فإن هذا المؤتمر يأتي استكمالا لمؤتمر سابق تم عقده مطلع هذا العام في المملكة العربية السعودية ، لافتة إلى أن هذا المؤتمر يهدف للتشجيع علي مزيد من الصراحة والمنافسة في سوق النفط ودعم المجهودات الرامية للبحث عن مصادر طاقة بديلة، خاصة ً بعد أن باتت الحاجة تستدعي الآن إعادة العلاقات مرة أخري مع الأعداء السابقين. يذكر أن العلاقات بين لندنوطرابلس قد تدهورت في أعقاب القصف الأمريكي لليبيا في عام 1984 ، حيث قامت طائرات أمريكية بالإقلاع من قواعدها في بريطانيا لضرب أهداف في ليبيا. وفي نهاية العام ذاته ، قتلت شرطية بريطانية بعد أن أطلق عليها رصاص من داخل السفارة الليبية ، وهو الحادث الذي قطعت بسببه الحكومة البريطانية علي الفور علاقاتها مع طرابلس. وكانت العلاقات الأوربية الليبية قد شهدت إنفراجا ملحوظا عقب تخلي ليبيا عن ما أسمته برنامجا لأسلحة الدمار الشامل ، وتسليمها مواطنين ليبين للمحاكمة في اسكتندا باتهما بنفجير طائرة لوكيربي ، وأخيرا الإفراج عن ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني اتهموا بحقن اطفالا ليبيينبفيروس الإيدز القاتل ، ثم قيام الزعيم الليبي بزيارة إلى فرنسا ، وقبل أيام زارت وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس ليبيا وعقدت اجتماعا مع العقيد القذافي ، في اول زيارة لوزير خارجية أمريكي منذ 55 عاما.