عمدت جريدة الخبرالجزائرية، كعادتها في تعاملها مع قضية الصحراء، إلى التشويش على نتائج زيارة رايس للمغرب وتصريحاتها بخصوص المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، فقد قالت الخبر إن الملك محمد السادس لم يستقبل رايس بسبب تجاهلها للحكم الذاتي، وعدم دعمها من قريب أوبعيد لمقترح الحكم الذاتي على حد زعمها، ونقلت الجريدة على لسان محمد يسلم بيسط القيادي في جبهة البوليساريو إن تجاهل رايس للمقترح صفعة جديدة للمشروع المغربي. وبالرجوع إلى نص التصريحات التي أدلت بها المسؤولة الأمريكية خلال ندوة صحافية بوزارة الخارجية مساء الأحد الماضي يتضح زيف ادعاءات جريدة الخبر، واعتمادها على معلومات غير صحيحة للخروج باستنتاج غير صحيح، إذ إن رايس قالت بالحرف ستكون هناك جولة جديدة في مسار حل مشكل الصحراء الغربية، ولقد تحدثت قبل مجيئي مع الأمين العام بان كي مون، وسندعم الجولة المقبلة من المفاوضات والوساطة الأممية، هنالك أفكار جيدة على الطاولة وهناك إمكانيات للسير قدماً ولا حاجة للبدء من الصفر. وهي إشارة صريحة إلى ما ورد في القرار الأخير لمجلس الأمن من ضرورة مراعاة التطورات التي طرأت على ملف الصحراء، ويقصد به مقترح الحكم الذاتي لأن البوليساريو لم تتقدم بمقترح جديد بل أعادت أسطوانة استفتاء تقرير المصير. وحتى ما زعمته الخبر من أن الملك محمد السادس لم يستقبل رايس لأنها تجاهلت المقترح المغربي تنطوي على مغالطة، لأن الجريدة المغربية الوحيدة التي ذكرت بأن الاستقبال لم يتم بسبب طرح واشنطن لأفكار جديدة هي الجريدة الأولى، في حين أن تصريحات رايس تحدثت عن أفكار جيدة وليس جديدة، وأما كل الصحف المغربية فنقلت عن رايس كلمة أفكار جيدة على طاولة المفاوضات. وتأتي هذه المحاولة للتشويش في ظرفية تحس فيها قيادة البوليساريو ومعها الجزائر بـ الارتياح والانتصار بسبب استقالة المبعوث الشخصي لملف الصحراء المغربية الذي امتلك الشجاعة ليقول للبوليساريو إن تتشبت بشيء غير واقعي هو انفصال الصحراء.