رفضت فصائل فلسطينية الدعوة إلى إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة بذريعة إنهاء الاقتتال الفلسطيني الداخلي، أو وقف ما سمي بالصدام الفلسطيني الصهيوني. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد صرح في مقابلة مع مجلة اكتوبر المصرية نشرت الأحد (31/8) بأن وجود قوات عربية على الأرض يمكن أن يساعد على منع الاقتتال ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني ، مضيفا أنها فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبة على حد تعبيره. استقرار وأمن وحكومة شرعية فقد جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس رفضها المطلق لاستقدام أي قوات عربية أو أجنبية إلى قطاع غزة، تحت أي ظرف من الظروف و تحت أي ذريعة كانت، مؤكدة على وجود حكومة وحدة وطنية شرعية ومنتخبة في القطاع. وقال فوزي برهوم الناطق الإعلامي باسم الحركة في تصريحات صحفية اليوم الأحد (31/8)، نرفض استقدام أي قوات عربية أو أجنبية تحت أي ذريعة كانت لأن هناك حكومة وحدة وطنية منتخبة، وهناك منظومة أمنية تطبق القانون بطريقة ممتازة ولأول مرة على مدار الحكومات السابقة، يكون تطبيق القانون بهذه الطريقة و ملاحقة المجرمين . وأشار برهوم إلى أن هذه الأجهزة الأمنية الموجودة في غزة هي مهنية و قانونية وتعمل لصالح المواطن الفلسطيني، بعد أن قضت على الفساد و الفوضى والفلتان والقتل المنظم وكل أشكال العنف؛ التي كانت مسئولة عنها الأجهزة الأمنية السابقة، وبالتالي لن نقبل استقدام أي قوات عربية أو أجنبية مهما كانت ومن أي دولة كانت وتحت أي ذريعة . وأضاف إذا كان العرب يريدوا أن يأتوا لكي يساعدوا الشعب الفلسطيني فليرسلوا قوات عربية تقاتل مع المجاهدين و تحرر الأقصى و تحمي القدس و تحمي الأرض الفلسطينية، أما عندما يتكلموا عن قوات عربية أمنية تحكم قطاع غزة فهذا مرفوض لان من يحكم قطاع غزة هي الشرعية الفلسطينية و حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني . حلّ أم جزء من الأزمة! من جانبها؛ رفضت حركة الجهاد الإسلامي أن تأتي هذه القوات لتصبح في نهاية المطاف جزءا من الأزمة الداخلية. ورأت أن الأولى استبدال هذا الخيار بالتأكيد على خيار المصالحة الوطنية ودعم الحوار الوطني الفلسطيني وإنهاء الأزمة والانقسام الداخلي. وقد شدد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أن إرسال قوات عربية في ظل انقسام فلسطيني داخلي لن يعود بأي فائدة على الشعب الفلسطيني ولن يخدم جهود المصالحة الوطنية . مشدداً على أن حركة الجهاد ترفض استقدام تلك القوات إلا إذا جاءت على قاعدة إنهاء الاحتلال ومساندة المقاومة .. أما لو جاءت لكبح جماح المقاومة وحفظ أمن إسرائيل .. فلا أهلا ولا سهلا بها . واستغربت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية طرح هذه الفكرة في وقت يعيش قطاع غزة حالة من الأمن والاستقرار، وقال أبو عبير القيادي في الألوية في خضم المعاناة الفلسطينية المستمرة , لا يزال البعض مؤمن بفكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة الذي يعيش في حالة من الأمن والاستقرار على مدار العام الماضي, بشكل تفتقده بعض المدن العربية في الدول المستقلة، وكنّا قد أكدنا فيما سبق أننا نعارض وجود القوات العربية في غزة، لأننا الوضع لا يستدعي ذلك . وجدد أبو عبير رفضه لفكرة وجود هذه القوات في غزة, مع ترحيبه بوجودها من أجل تحرير كامل تراب فلسطين من الاحتلال ، وصدّ الهجمات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني فقط. تغريد خارج سرب الرفض وعلى النقيض من ذلك؛ فإن حركة فتح والسلطة برام الله هي من تبدي تأييداً ضمنياً أو معلناً لهذه الفكرة، مغردة خارج سرب الفصائل الفلسطينية، فقد كشف سفير السلطة الفلسطينية في مصر نبيل عمرو النقاب عن أن هناك مباحثات وأفكار عن استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة المحاصر، والذي تقوده حكومة تسيير الأعمال الشرعية برئاسة إسماعيل هنية، وذلك في الوقت الذي تمكنت فيه من حفظ الأمن. وقال عمرو في تصريحات صحفية بتاريخ (20/8) إن فكرة استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة ما تزال قائمة وستكون من ضمن المقترحات العملية لإنهاء الأزمة ، على حد تعبيره. ولم يستغرب مراقبون مثل هذه الموقف من جانب فتح والسلطة، والتي لطالما سعتا إلى تعكير صفو الاستقرار قطاع غزة، والانقلاب على الشرعية المتمثلة في حكومة هنية، من خلال الإضرابات المسيسة ، أو عمليات التفجيرات التي قام بها محسوبون عليها، أو السعي لإعلان غزة كـ منطقة متمردة ، وغير ذلك، كما قالوا.