عبر أكثر من 1500 شخص من الفلسطينيين والمصريين العالقين على جانبي الحدود المصرية مع قطاع غزة بفعل قرار مصري بفتح معبر رفح استثنائيا ليومين، وسط تلميح القاهرة إلى استعدادها لإرسال قوات عربية إلى القطاع. وذكر المتحدث باسم إدارة المعابر في الحكومة الفلسطينية المقالة محمد عدوان أن نحو 1300 من العالقين عبروا معبر رفح إلى الجانب المصري بعد موافقة سلطات القاهرة على مرور 35 حافلة من غزة مرت 25 منها بالفعل. وأضاف عدوان أن 13 حافلة تقل نحو خمسمائة شخص دخلت القطاع، موضحا أن أغلب العابرين من حملة الإقامات خارج غزة والطلاب. ومعلوم أن المعبر مغلق رسميا منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامي حماس على القطاع في يونيو من العام الماضي، ولم تفتح الحدود مع مصر إلا بصورة قسرية في يناير الماضي لعدة أيام. وفي رد فعل على فتح المعبر، رحب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بالخطوة المصرية، وشكر في بيان صحفي الرئيس محمد حسني مبارك عليها معربا عن أمله بتمديد فترة الفتح. وتطالب حماس بفتح المعبر بصورة دائمة لكسر الحصار المفروض على القطاع، وهو ما تتجنب القاهرة القيام به باعتبار أن تشغيله في نوفمبر 2005 تم باتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية رعته الولاياتالمتحدة. في هذه الأثناء قال وزير الخارجية المصري في مقابلة مع مجلة أكتوبر المصرية إن بلاده تدرس فكرة السماح بإرسال قوات عربية إلى غزة في محاولة لمنع الاقتتال الفلسطيني، وحماية الفلسطينيين من الهجمات الإسرائيلية. وأكد أحمد أبو الغيط أن "هذه الفكرة لا تأتي إلا بعد إعادة صياغة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبعد الدراسة المناسبة". وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى أن وزير الدفاع إيهود باراك بحث الأسبوع الماضي مع الرئيس مبارك فكرة إرسال القاهرة قوات إلى غزة، وإرسال قوات أردنية إلى الضفة في محاولة لتأمين عدم حدوث اقتتال جديد ما بين حركتي فتح وحماس. وأعلنت حماس مرارا رفضها فكرة إرسال قوات عربية إلى القطاع، بينما أيد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض هذه الفكرة. وكرر أبو الغيط في مقابلته تمسك بلاده باتفاقية العام 2005 لتنظيم المرور عبر رفح والتي تنص على سيطرة الحرس الرئاسي الفلسطيني التابع للرئيس محمود عباس على المعبر بوجود إشراف أوروبي، وقال "إن الأحداث لم تتجاوز هذه الاتفاقية". وعن كيفية تعامل مصر مع غزة إلى أن ينتهى الحوار الفلسطيني المنتظر بدؤه في القاهرة، قال الوزير إن "غزة تحكم حاليا من قبل حماس، ومصر لازالت ترى أن هذا الوضع غير طبيعي، وأن طبيعة الأمور وشرعيتها تفرض عودة السلطة الفلسطينية لممارسة أعمالها". وكان مسؤولون مصريون قد بدؤوا مفاوضات مع ممثلين لحماس وفتح كل على حدة، في مسعى لرأب الصدع بين الطرفين وسط تقديرات مصدر مقرب من المفاوضات باستبعاد إمكانية اتفاقهما. و تفاعلت عملية اعتقال عدد من أعضاء حماس السبت في الخليل بالضفة الغربية من قبل أجهزة الأمن الموالية لفتح، في إطار ما وصف بالحملة لمحاربة عمليات الاتجار بالمخدرات والسلاح. وقال المتحدث باسم حماس تعقيبا على اعتقال مناصري الحركة في مسجدين بالخليل إن "حملة الاعتقالات المسعورة التي تشنها أجهزة الأمن بالضفة تأتي لتعطيل الجهد المصري لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني". وأضاف فوزي برهوم أن الحملة ثمرة تخطيط مشترك بين رئيس السلطة محمود عباس وإسرائيل والولاياتالمتحدة. في السياق أعلن مسؤول المخابرات العامة بالخليل أنه تم ضبط "وسائل قتالية وتحريضية ومستندات مالية لحماس" خلال حملتي تفتيش في بلدتي دورا وصوريف جنوب الخليل.