أسفر العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ عشرة أيام عن استشهادأزيد517 فلسطيني على الأقل، فيما توغل آلاف الجنود الاسرائيليين وعشرات الدبابات في القطاع يوم الاثنين واشتبكوا مع عناصر من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وطوقوا مدينة غزة. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية لوكالة فرانس برس، إن عدد القتلى الفلسطينيين «ارتفع الى517 شهيد بينهم94 طفلا منذ بدء الحرب على قطاع غزة السبت الماضي وحتى الآن»، مشيرا إلى أن«عدد الجرحى وصل إلى أكثر من 2450 ». وأضاف «يمكن أن يكون العدد أكبر بكثير خصوصا أن عددا من الشهداء والجرحى يتواجدون في مواقع لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول اليهم بسبب كثافة القصف الجوي والبري الاسرائيلي ، كحي الزيتون (شرق غزة) وبلدة بيت لاهيا (شمال)». و أفاد مصدر طبي فلسطيني أن ، خمسة أطفال فلسطينيين استشهدوا يوم الاثنين في عمليات قصف اسرائيلية في غزة . واستشهد ثلاثة أطفال في قذيفة دبابة أطلقت في حي الزيتون في غزة فيما استشهد إثنان آخران في قصف للبحرية الإسرائيلية لمخيم الشاطئ للاجئين في غزة أيضا وفق ما أفاد معاوية حسنين مدير عام الطوارئ في القطاع. بالمقابل،تكبد العدو الصهيوني خسائر مادية فادحة ،كما قتل وجرح أزيد من 60 جنديا،حسب حصيلة أولية.وأكدت مصادر من فصائل المقاومة الفلسطينية أن العدو الإسرائيلي يواجه مقاومة شديدة وأن غزة ستكون بمثابة مقبرة للصهاينة. هذا في الوقت الذي أبك فيه الصمود الفلسطيني حسابات قوات الاحتلال. وأفاد شهود عيون صباح الاثنين ان الجيش الاسرائيلي يعمل على تقسيم قطاع غزة الى مناطق معزولة وان الياته لا تزال متمركزة في مناطق خارج المدن والتجمعات السكنية فيما تجابه مقاومة قوية من جميع فصائل الفلسطينية. وتشارك في التصدي للاليات العسكرية الاسرائيلية كل الفصائل وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وكتائب شهداء الاقصى-مجموعات ايمن جودة التابعة لفتح وكتائب ابو على مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية . واعلن عدد من الفصائل مسؤوليتها عن تفجير عبوات ارضية في الاليات الاسرائيلية واطلقت قذائف «ار بي جي». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد عن آسفه لكون مجلس الأمن الدولي لم يتوصل الى اتفاق حول وقف الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، موجها نداء الى الوحدة من أجل وضع حد للأزمة في الشرق الأوسط. وقال بان في بيان له ، «آسف لكون مجلس الأمن لم يكن قادرا على التوصل إلى تفاهم خلال اجتماعه الطارىء مساءالسبت من أجل وضع حد للعنف». وأضاف «يجب أن نعمل بكد مع أعضاء المجلس ومع مسؤولين رئيسيين آخرين وخصوصا مع قادة عرب من أجل تسهيل التوصل إلى تفاهم». والتقى وزراء الخارجية العرب اليوم الاثنين في مقر الأممالمتحدة في نيويورك من أجل دعوة الأسرة الدولية ممارسة ضغط لإنهاء الهجوم الاسرائيلي على غزة. وبحث مجلس الأمن لمدة أربع ساعات مساء السبت بطلب من ليبيا الوضع في غزة من دون التوصل الى نص يدعو الى وقف العمليات العدائية خصوصا بسبب تصلب موقف الولاياتالمتحدة. صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن «هناك تعقيدات في ما يتعلق باتخاذ مجلس الأمن الدولي لقرار حاسم »بشأن إنهاء العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة والتوصل الى وقف لإطلاق النار . وقال أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية، التشيكي كارل شوارزينبرغ ، والفرنسي بيرنار كوشنير، والسويدي كارل بيلدت، إنه تم خلال المحادثات التي أجراها مع هؤلاء، مساء الأحد بالقاهرة، التوصل إلى بعض الرؤى حول كيفية إنهاء العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة والتوصل الى وقف لإطلاق النار ، لكنه قال إن « الأمر لم يحسم بعد ». وقالت بنيتا فريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، إن الاتحاد يحاول بذل جهود من أجل التوصل إلى حلول « لإنهاء الوضع الحالي». وشددت على أهمية فتح المعابر مع قطاع غزة، وقالت «نحن نعلم أن مصر فعلت الكثير على مختلف المستويات السياسية والانسانية ، ولكن المعابر أغلقت اليوم بسبب العمليات العسكرية ، ومن المهم أن يتم نقل الوقود والمياه والطعام وخاصة القمح حتى يمكن توفير الخبز لسكان غزة ، وحتى يمكن للمستشفيات أن تواصل عملها ». من جانبه، قال وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير ، ردا على سؤال حول رفض إسرائيل للطرح الفرنسي بوقف إطلاق النار والتوصل ولو لهدنة إنسانية مؤقتة، «إننا لا نزال رغم ذلك نعمل ونبذل الجهد لتحقيق هذه الغاية، ولابد لنا جميعا أن نفعل شيئا يحقق تقدما على أرض الواقع وألا نكتفي بإصدار بيانات أو إدانات». وأضاف كوشنير أن على الجميع وليس الأوروبيين وحدهم ، بذل كل الجهد لتحقيق هذه الغاية، داعيا دول المنطقة للقيام بجهد ملموس فى هذا الصدد. وطالب كارل شوارزينبرج، وزير خارجية التشيك الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوقف اطلاق النار، وقال « لا يمكننا مطالبة طرف واحد بذلك، ونحن نريد ضمانات من كلا الجانبين بوقف العمليات العسكرية» . وقد عقب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على هذه النقطة قائلا إنه «لابد من مراعاة الظروف الإنسانية للوضع الحالي في غزة حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لاطلاق النار» . وكان وفد الترويكا الأوروبية قد حل بالقاهرة في وقت سابق الأحد في زيارة لمصر تندرج في إطار جولة يقوم بها في عدد من دول المنطقة، لشرح موقف الإتحاد بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة. كما حل بالقاهرة مساء الأحد خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فى زيارة لمصرالتقى خلالها بكبار المسؤولين المصريين لبحث آخر تطورات الأوضاع الجارية في قطاع غزة بعد الاجتياح الإسرائيلي البري للقطاع وما سبقه من اعتداءات إسرائيلية جوية. طالب البرلمان العربي الانتقالي الدول العربية بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة عاجلة لاتخاذ قرار فوري بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة ، في حال فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار ملزم لردع هذا العدوان. كما طالب البرلمان في قرار أصدره، في ختام دورته الطارئة التي عقدها بالقاهرة يوم الأحد، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بتفعيل معاهدة الدفاع المشترك، حماية للشعب العربي الفلسطيني ودفاعا عن الأمن القومي العربي. ودعا البرلمان العربي كذلك القمة العربية إلى تقييم عملية السلام برمتها وإعادة النظر فيها، مؤكدا على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلى بكافة الوسائل. كما طالب البرلمانات الدولية والإقليمية والوطنية بالعمل على إيقاف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار وفتح كافة المعابر . وحمل البرلمان العربي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إفشال جهود ومبادرات السلام الإقليمية والدولية الرامية إلى إقامة السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط واسترجاع كافة الحقوق العربية المغتصبة. واكد ممثل حركة حماس في بيروت اسامة حمدان لوكالة فرانس برس ان وفدا من حركته زار أمس القاهرة الاثنين لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول سبل وقف الحرب في غزة ورفع الحصار عن القطاع وخصوصا فتح معبر رفح بشكل دائم. وقال حمدان ان الوفد ضم عضوين من المكتب السياسي للحركة في الخارج وهما عماد العلمي ومحمد نصر.