توغل الجيش الإسرائيلي بدباباته تحت غطاء جوي قبل فجر أمس الثلاثاء في ثلاثة أحياء بمدينة غزة، حيث دارت معارك في اليوم الثامن عشر على التوالي للهجوم الإسرائيلي الذي أوقع أكثر من 900 شهيد بينهم عدد كبير من الأطفال. وصبيحة أمس الثلاثاء، توغلت الدبابات الإسرائيلية «أكثر عمقا في أحياء تل الهوى والشيخ عجلين والزيتون، الواقعة عن أطراف مدينة غزة التي تتعرض لقصف الطيران والدبابات. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس، نقلا عن شهود عيان، بأن المقاتلين الفلسطينيين ردوا بإطلاق قذائف هاون وصواريخ. وأكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لوكالة فرانس برس أنها دمرت دبابتين إسرائيليتين في حي الزيتون وقتلت عددا من العسكريين في قرية الخزاعة قرب خان يونس (جنوب). وأعلن الطبيب معاوية حسنين، المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية، أن أكثر من 919 فلسطينيا استشهدوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 27 دجنبر بينهم أكثر من 277 طفلا و97 سيدة و92 مسنا إضافة إلى أكثر من 4100 جريح. ولم تتمكن الآلة العسكرية الإسرائيلية من توقيف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، حيث سقط نحو ثلاثين صاروخا الاثنين الماضي على المنطقة دون التأكد من وجود إصابات. وقتل عشرة جنود وثلاثة مدنيين إسرائيليين منذ بدء العدوان. وقال جنرال إسرائيلي كبير إنه «مازال هناك عمل» أمام القوات الإسرائيلية في هجومها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي دخل يومه ال 18وأوقع أكثر من 900 شهيد فلسطيني. وذكر مسعفون أنه خلال الاشتباكات التي جرت صباح أمس عند أطراف المدينة، قتلت القوات الإسرائيلية 12 مقاوما بعضهم أعضاء في حماس. وأعلنت حماس أنها فجرت شحنة ناسفة أسفل مدرعة إسرائيلية واشتبكت مع قوات إسرائيلية مدعومة بطائرات هليكوبتر حربية ونيران البحرية فيما بدا كأشرس معركة بين الجانبين منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي قبل عشرة أيام. وطالب بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يبدأ جولة في المنطقة ب«وقف القتال»، وقال في مؤتمر صحفي إنه لن يزور غزة ولن يجري اتصالات مباشرة مع قادة حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007، وبدلا من ذلك فإنه سيجري محادثات مع قادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقال بان للصحفيين: «رسالتي بسيطة ومباشرة وواضحة.. يتعين أن يتوقف القتال.. أقول لكلا الجانبين.. أوقفا القتال الآن.» وتحدثت تقارير الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان عن نقص حاد في المواد الحيوية في قطاع غزة على رأسها المياه. ويتسبب نقص الوقود في انقطاع متكرر للكهرباء. وفي بث تلفزيوني وإذاعي نادر من موقع سري، وعد إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في غزة، بأن «النصر قريب»، وقال إن العدد الكبير من الشهداء الذين سقطوا في القطاع سيلاحق الرئيس الأمريكي جورج بوش. وفازت إسرائيل أول أمس الاثنين بدعم متجدد من حليفتها الرئيسية الولاياتالمتحدة، عندما قال بوش إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يعتمد على إنهاء حماس لهجماتها الصاروخية على بلدات إسرائيلية.