عاشت غزة ليلة الاثنين الثلاثاء ، واحدة من أطول لياليها ، حيث دارت معارك عنيفة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية ، وذكرت مصادر صحفية بعين المكان أن المعارك ازدادت شراسة فجر الثلاثاء ، في وقت يبدو أن المجتمع الدولي عاجز عن وقف العدوان الذي أودى بما يقارب ألف قتيل وأزيد من أربعة آلاف جريح اشتباكات عنيفة بمختلف مناطق القطاع توغلت الدبابات الاسرائيلية « اكثر عمقا في احياء تل الهوى والشيخ عجلين والزيتون» الواقعة عن اطراف مدينة غزة والتي تتعرض ل«قصف الطيران والدبابات» ورد المقاتلون الفلسطينيون باطلاق قذائف هاون وصواريخ. وقالت مصادر صحفية بعين المكان عن ليلة الاثنين الثلاثاء « انها اطول ليلة منذ بدء الحرب» مضيفة ان « عشرات الانفجارات هزت المنطقة حيث اطلقت الطائرات الاسرائيلية عددا من الصواريخ ايضا» . كما توغلت قوة اسرائيلية مدعومة بعشرات الاليات المدرعة في داخل حي الزيتون من الناحية الغربيةالجنوبية. وتشهد المنطقة معارك عنيفة مع المقاتلين الفلسطينيين. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي ايضا غارات ليلية على رفح لتدمير ما قال العدو إنه انفاق تربط جنوب قطاع غزة بمصر. وفي شمال قطاع غزة ، وقعت اشتباكات مماثلة في شرق جباليا وغرب بلدة بيت لاهيا . واكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس انها دمرت دبابتين اسرائيليتين في حي الزيتون وقتلت عددا من العسكرين في قرية الخزاعة قرب خان يونس ، لكن الجيش الاسرائيلي نفى هذه المعلومات. وذكرت مصادر طبية في غزة ان ازيد من930 فلسطينيا قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي اضافة الى اكثر من 4100 جريح. إسرائيل تستعمل أسلحة محرمة ضد المدنيين اعلن طبيبان نرويجيان امضيا لتوهما عشرة ايام في قطاع غزة، انهما يشتبهان في ان الجيش الاسرائيلي يستخدم سلاحا غير معروف اسمه « دي آي ام اي» يحدث انفجارا ضخما في منطقة محدودة. وقال احد الطبيبين «انه جيل جديد من المتفجرات البالغة القوة ضمن مساحة محدودة والتي تحدث دويا هائلا مع قوة هائلة في منطقة لا تتعدى خمسة الى عشرة امتار» . وتابع «اعتقد ان ثمة احتمالا كبيرا ان تكون غزة تستخدم حاليا كحقل اختبار لاسلحة جديدة» . واشار الطبيب النرويجي الى دراسات افادت ان الاصابات التي تحدثها هذه الاسلحة قد تتسبب بسرطانات قاتلة خلال اشهر معدودة. وتأتي هذه الافادات بعد الأنباء التي تحدثت عن استعمال إسرائيل للفوسفور الأبيض في حربها على غزة ، والمحرم استعماله في المناطف التي يقطنها مدنيون . ويتميز هذا النوع المستعمل عسكرياً، بشدة نشاطه الكيميائي، لكونه سريع الالتهاب، عند تعرضه للأوكسجين في الهواء، وإذا ما أصاب الفوسفور الأبيض جسما، فإن 15 في المئة منه يبقى في القسم المحترق من الجسم المصاب. وتعود تلك البقايا للاشتعال مجدداً في حال تعرضها للهواء. ويتسبب الفوسفور الأبيض بحروق مؤلمة وفي حال عدم علاج الشخص المصاب، يصيب الفوسفور الأبيض مجموعة كبيرة من أعضاء الجسم. كما أن التعرض له على المدى الطويل يمكن أن يسبب فقرا في الدم ونخرا في العظام لاسيما في عظام الفكين.. وعوارض عديدة أخرى. وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل قذائف فوسفورية ضد المدنيين، فقد سبق لها أن استخدمته خلال عدوانها على لبنان في ،2006 وهي اعترفت باستخدامه ضد أهداف عسكرية لا مدنية ، وهو ادعاء زائف وصور الضحايا شاهدة على ذلك وكذلك خلال اجتياح بيروت في 1982. وتنوي نحو 90 منظمة معظمها فرنسية يومه الاربعاء تقديم شكوى جماعية امام المحكمة الجنائية الدولية للنظر في « جرائم الحرب» التي ترتكبها اسرائيل في هجومها على قطاع غزة . ورأى مسؤول بإحدى هذه المنظمات ان « جريمة الحرب» تتجسد في « عدم تناسب» الهجوم الاسرائيلي واعداد الضحايا المدنيين واستهداف المدنيين بشكل محدد. وكان وفد من حركة موراب والاتحاد الفرنسي للسلام والتجمع الفلسطيني المقاوم حمل يوم الاثنين الى قصر الاليزيه طلبا موجها الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتقديم شكوى الى مجلس الامن واخرى الى المحكمة الجنائية الدولية بشأن « ارتكاب جرائم حرب على الاراضي الفلسطينية « حماس تتعامل بايجابية مع اي مبادرة اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية ان انتصار حركته على اسرائيل « بات اقرب من أي وقت مضى» . وقال هنية مساء الاثنين ان حركة حماس « تتعامل بايجابية مع اي مبادرة توقف العدوان وتنهي الحصار» وكان يلمح الى مبادرة مصرية ترمي الى ايجاد مخرج تفاوضي للحرب من خلال وقف لاطلاق النار يسمح بالتوصل الى اتفاق على انهاء الحصار الاسرائيلي وتهريب اسلحة الى غزة. وعلى الجبهة الدبلوماسية قال احمد جبريل المتحدث باسم البعثة الليبية في الاممالمتحدة، ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيتوجه الى المنطقة ، بعد الاجتماع الذي قرر عقده مجلس الأمن أمس وسيبدأ بان كي مون بومه الاربعاء من القاهرة جولة تشمل أيضا اسرائيل والضفة الغربية وسوريا. وفي براغ اعلنت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي انها تعتزم تنظيم مؤتمر للمانحين لتلبية الاحتياجات الانسانية لشعب غزة حيث لا يزال الوضع ماساويا. كذلك يتوقع ان يبحث القادة العرب خلال قمتهم الاقتصادية المقررة يومي 19 و20 يناير في الكويت اعادة اعمار قطاع غزة. ودعت قطر الى عقد قمة عربية طارئة الجمعة المقبل في الدوحة، معتبرة ان الحرب في قطاع غزة تتطلب عقد هذه القمة الطارئة « باقصى سرعة ممكنة» ، فيما تواصل مصر محادثاتها مع حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان . مجلس حقوق الإنسان يدين إسرائيل ويقر لجنة لتقصي الحقائق بغزة تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا يدين الهجوم الإسرائيلي على غزة متهما الدولة العبرية بارتكاب انتهاكات «خطيرة» لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين. وتمت المصادقة على القرار الذي ينص على تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بعد انقسام بين دول غربية وعدد من الدول الأخرى بسبب لهجة القرار. وصوتت 33 دولة إفريقية وآسيوية وعربية ومن أمريكا اللاتينية لصالح القرار، وامتنعت 13 دولة أوروبية عن التصويت، فيما كانت كندا الدولة الوحيدة التي اعترضت على القرار. وعادة ما يتخذ المجلس المؤلف من 47 دولة قراراته بالتوافق. وذكر عدد من الدول الغربية أن القرار الذي تقدمت به دول عربية وإفريقية منحاز لجانب واحد ولا يشير إلى دور الصواريخ التي يطلقها مسلحون فلسطينيون في إشعال النزاع. وفشلت تعديلات اللحظة الأخيرة في تجاوز الخلافات بعد أن تواصلت الجلسة الخاصة حول أعمال العنف في قطاع غزة ليوم ثان. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي إنه كان في إمكان الاتحاد دعم بعض النقاط، لكنه رأى أن القرار منحاز رغم القلق على انتهاك حقوق الإنسان في قطاع غزة. ويدين القرار «بشدة» العملية الإسرائيلية العسكرية في قطاع غزة ويقول إنها تسببت في «انتهاكات كبيرة» لحقوق الإنسان الفلسطيني. وشدد على عدد الضحايا الكبير في صفوف المدنيين داعيا المجلس إلى «تحرك دولي عاجل» لوضع حد «للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان» من قبل إسرائيل. كما دعا القرار إلى وقف إطلاق الصواريخ على مناطق سكنية في إسرائيل. وكلف القرار 10 خبراء في حقوق الإنسان من الأممالمتحدة والمفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة بفتح تحقيقين منفصلين حول أعمال العنف. كما دعا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق «للنظر في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني» في حين طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فتح تحقيق في تعرض مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة لقصف إسرائيلي.