صرح رئيس الجمعية البلجيكية لقدماء المحاربين المغاربة أحمد القروطي لجريدة التجديد أن الجمعية تسعى للكشف عن أسماء الجنود والمحاربين المغاربة الذين قاتلوا ببلدان أوروبا خلال الحرب العالمية، ولم يتم الإفصاح عن هويتهم مع محاولة استرجاع حقوقهم وحقوق أبنائهم التي وصفها بـ المهضومة، وتقوم الجمعية خلال هذا الشهر بزيارة لبعض أسر المحاربين المدفونين بمقابر أوروبية، مع تقديم العون والدعم لها قصد نيل حقوقها. وطالب الناشط الجمعوي خلال زيارته الصيفية للمغرب من المسؤولين المغاربة فتح هذا الملف لرد الاعتبار لمغاربة قضوا من أجل تحرير أوربا من قبضة النازية، وذلك بالضغط على دول فرنسا وإيطاليا وبلجيكا للكشف عن أسماء الجنود المغاربة، وكذلك من أجل إعطاء الأحياء منهم حقوقهم كاملة، أو لأسرهم بالمغرب مع تسهيل زيارة العائلات لمقابرهم للذين استشهدوا. وأضاف القروطي أن جمعيته تعمل بواسطة الندوات والمحاضرات وعرض الأشرطة الوثائقية على التعريف ببطولات المغاربة المشاركين في الحرب العالمية، وإبراز وضعية الأحياء منهم (قرابة 600) الذين يعيشون وضعية مزرية، ويتقاضون رواتب هزيلة جدا، بعيدا عن عائلاتهم. وقال المتحدث نفسه إن الجمعية تجري اتصالات مكثفة مع العديد من المسؤولين داخل المغرب وخارجه، التعرف على أسماء المحاربين المغاربة المدفونين بمقابر أوروبية، خصوصا مقبرة جانمبلو مع نشر لوائح أسماءهم عبر الإنترنيت أو عن طريق الاتصال المباشر، وعن الدافع وراء هذا تأسيس الجمعية قبل سنوات، أوضح الرئيس بأن المنع الذي تعرض له ومجموعة من المغاربة من زيارة مقبرة جانمبلو، التي توجد على بعد 40 كلم خارج بروكسيل ودفن بها أكثر من 2250 محارب مغربي، من لدن السلطات البلجيكية للترحم على أرواح المغاربة الذين قضوا في الحرب المذكورة، كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ اتضح ـ حسب القروطي ـ أن المنع كان محاولة لإخفاء الحقيقة، وكان يراد به عدم احتساب المدفونين في المقبرة ضمن المحاربين المغاربة، وفي ذلك غبن وضياع حقوق وهوية هؤلاء الموتى على حد قوله. ومنذ أن حصلت على الاعتراف الرسمي لدى سلطات بلجيكا، وهي تحضر بانتظام إلى جانب مقاطعة جانمبلو لاحتفالات ذكرى معركة جانمبلو التي كان أكثر ضحاياها من المغاربة، هذا الاحتفال، الذي يحضره بعض المسؤولين المغاربة والفرنسيين، وتتخلله فقرات تؤكد الدور الريادي الذي لعبه الجنود المغاربة في تحرير بلدان أوروبا، مما أدى ببعض الدول إلى إدراج مادة في المدارس لتعريف التلاميذ بدور الأقليات العرقية في تحرير البلاد.