نظم نهاية الأسبوع الماضي بمقبرة بلدية مونجوا-سانت-مارتن (شمال-غرب فرنسا)، حفل مؤثر تكريما لثمانية جنود مغاربة كانوا قد ماتوا من أجل فرنسا، وتم تدنيس قبورهم نهاية شهر أكتوبر الماضي. وقد وقف حوالي مائة شخص، من بينهم عمدة هاته المدينة الصغيرة السيد موريس دوهامل وبعض ممثلي السلطات المحلية والقناصلة العامين للمغرب والولايات المتحدة برين، متحدين موجة البرد وخاصة الرياح القوية التي عرفتها منطقة المانش، أمام قبور الجنود المغاربة الثمانية الذين قتلوا سنة1944 اثناء دفاعهم عن تحرير فرنسا. وذكر العمدة موريس دوهامل، في كلمة له ، بالصدمة التي ألمت بساكنة مونجوايوس لدى اكتشافها، في21 أكتوبر الماضي، لعملية التدنيس التي قام بها رموز للنازية لقبور الجنود المغاربة. وقال «أننا نشعر بالحزن العميق والفزع ونحن نرى أن رجالا ضحوا بحياتهم من أجل تحرير فرنسا قد كانوا محل أفعال عنصرية لا توصف»، مشيرا إلى أن مقبرة بلدية سان مارتن, تحظى بمكانة خاصة لأنها «الوحيدة بمنطقة المانش التي تتضمن حيزا لعسكريين». وتوجه دوهامل ب «الشكر لكل الذين أعربوا عن دعمهم سواء بحضورهم أو عبر ردود أفعال من خلال توجيه رسائل معبرة في ذكرى هؤلاء الأبطال». واختتم كلمته بتوجيه نداء إلى الأطفال الذين حضروا الحفل من أجل «المحافظة على الذاكرة، وحمل رسالة الاعتراف تكريما للمحاربين المغاربة». ومن جهته، قدم رئيس الجمعية المحلية لقدماء المحاربين لمحة تاريخية عن الأحداث، مذكرا بأن هؤلاء الجنود المغاربة, الذي اشتغلوا خلال الحرب العالمية الثانية ضمن الفرقة الثانية للمدرعات للجنرال فيليب لوكليرك ، شاركوا ببسالة في تحرير فرنسا. من جانبه، قدم قنصل المغرب في رين، السيد أحمد لخضر، شكره لممثلي البلدية على تنظيم حفل التكريم هذا, وإعادة ترميم مقابر الجنود المغاربة ، مؤكدا أن « المغرب لديه الثقة في العدالة الفرنسية لمتابعة مرتكبي هذه الأفعال وإدانتهم بالعقوبة التي يستحقونها». أما نائب محافظ آفرانش, التابعة لبلدية مونجوا سانت مارتن، فاعتبر أنه «من غير المقبول أن يتم تدنيس هاته القبور في مثل هذه الظروف». وأضاف في تصريح للصحافة «نحن هنا للتعبير عن إدانتنا لعملية التدنيس هذه وللتأكيد على أن هذا لن يحدث مرة أخرى أبدا». وفي ختام هذا الحفل الخاص المقام تكريما للأبطال المغاربة الثمانية، تم رفع اعلام كل من المغرب وفرنسا والولايات المتحدة التي دفن جنودها أيضا في هذه المقبرة، وذلك على أنغام الاناشيد الوطنية للدول الثلاث.