أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج، له أبعاد دينية وسياسية واستراتيجية، تهدف إلى ترسيخ التشبث بهوية وحضارة المغرب، وخصيوصيته الدينية المتمثلة في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية. واعتبر التوفيق في لقاء له مع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية، أن التأطير الديني للجالية هو تنمية ووقاية. وكشف التوفيق أن المغرب يتجه نحو دفع الجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية إلى تملك الشأن الديني بأنفسهم، عبر توفير الرعاية والاهتمام بهم، وأكد التوفيق أن ذلك سيكون عبر تأسيس هيئات ومنظمات في بلدان الإقامة، وتأسيس مراكز ومساجد كبرى يكون لها إشعاع قوي في البلد الأوربي الواحد، إضافة إلى مساجد صغرى. وأكد الوزير أن المغاربة في إيطاليا مستهدفون أكثر من غيرهم، بالتجنيد من قبل منظمات متطرفة، مشيرا إلى أن ثمة تشويشا تقوم به بعض الدول ضد الجالية المغربية في هذا الإطار. وقال التوفيق إن الوزارة تستعد لإرسال بعثة علمية تتكون من 176 إماما وواعظة خلال شهر رمضان. وفيما يخص المساجد، كشف التوفيق أنه في فرنسا هناك 1100 مسجد، أغلبها يرتادها المغاربة، بينما لا يوجد مسجد واحد مغربي في إسبانيا مثلا، التي لا يوجد بها هيئة دينية كذلك؛ كما هو الشأن في فرنسا، معتبرا أن هذا الموضوع يعد أساسيا بالنسبة للمغرب، أمنيا وسياسيا ودينيا واستراتيجيا. وأكد التوفيق أن الملك محمد السادس قرّر إحداث مجلس علمي للجالية المغربية في أوربا، سيكون قبلة لهم في الفتوى وترشيد التدين، وسيكون تابعا للمجلس العلمي الأعلى في المغرب. غير أن نزهة الوافي عن فريق العدالة والتنمية، وهي مقيمة في إيطاليا، اعتبرت خلال المناقشة أن هذا العدد غير كافي، كما أن عدد المرشدات قليل جدا، كما طالب بالتركيز على المؤطرين النوعيين، لا الكم. واقترحت إعداد خيمات وطنية عند عودة الجالية توفر فيها مختلف الكتب والأشرطة الدينية، بمختلف اللغات، التي تهدف إلى توعية أبناء الجالية بدينهم وهويتهم وحضارتهم المغربية. وأضافت أن الحجاج المغاربة يتعرضون للابتزاز من وكالات الأسفار في أوربا، دون أن تتدخل السلطات المغربية في هذا الاتجاه. وأكدت، فيما يخص التجنيد من قبل منظمات إرهابية، أن الجالية المغربية تعاني من التمييز والابتزاز والعنصرية، كلما وقعت أحداث إرهابية، دون أن تكون السفارات المغربية وقنصلياتها القدرة على المبادرة لإنصاف أبناء الجالية.