قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق إن تدبير الشأن الديني في المغرب مؤطر بهرمية رأسها إمارة المؤمنين، باعتبارها الضامن الوحيد لدوام قيم الدين، وأضلاعها مؤسسة العلماء، بينما يتكون فضاؤها من المساجد وممن يسهرون على وظائفها من أئمة ووعاظ وغيرهم من القيمين الدينيين. وأضاف التوفيق، في عرض حول حصيلة نشاط المجالس العلمية بالمملكة للسنة الفارطة ألقاه الأربعاء الماضي خلال الحفل الديني الذي ترأسه الملك محمد السادس بجامع القرويين في فاس بمناسبة ليلة المولد النبوي الشريف، أن منطلقات السياسة الدينية بالمغرب تتشكل من الثوابت في وحدة العقيدة والمذهب ومن قيم التربية الروحية، مبرزا أن هذه السياسة تتغيى ضمان الأمن الروحي المتمثل في حسن الانسجام بين ثوابت المملكة واختياراتها الجارية في مختلف مناحي الحياة. وأكد أن حصيلة عمل المجالس العلمية بينت أن مؤسسة العلماء في هيئتها الجديدة ما فتئت تترسخ في صلب المجتمع وتحسن الخطاب الديني المغربي بنكهة مغربية وتستأثر بمزيد من الإعجاب والإقبال الذي يكتسي في بعض الأحيان صفة الإلحاح الشعبي القوي على القائمين على تدبير المجالس العلمية من أجل تكثيف نشاطهم. وأوضح أحمد التوفيق أن بعض هذه المجالس، إضافة إلى واجبها في الإرشاد, انتقلت إلى مرحلة إحداث المؤسسات الخادمة للمجتمع من منطلق اهتماماتها، مبرزا أن من تجليات هذا الرسوخ ثمرات العمل الاجتماعي في أبعاده المتعددة. وذكر الوزير بالدور البارز الذي أصبحت تضطلع به المرأة العالمة في المجالس العلمية لا سيما في التواصل مع فضاء المرأة والأسرة والطفولة، وما يتبع ذلك من معالجة مستنيرة لعدد من القضايا بأخلاق الشرع وما تلقاه هذه المعالجة من قبول وتجاوب وارتياح من لدن فئات عريضة من المجتمع. وأضاف أن مرد هذا الإقبال المتنامي على عمل المجالس العلمية وعلى خدمات العالمات بوجه خاص, ما يحدثه الخطاب الديني الوسطي في قلوب الناس من إحساس بالأمن الداخلي والطمأنينة النفسية من جهة، وإلى الصدق في خطاب التبليغ من جهة ثانية. وأبرز أن المجالس العلمية وفروعها وخلاياها تعيش في حالة استنفار شبه دائم لمتابعة ما يجري على الأرض من حولها، من خلال تكثيف تواصلها مع المواطنين وتذكيرهم بما يفرضه عليهم شرع الله من التصدي بصرامة لكل من يتجرأ على المس بمقدسات الدين والوطن والعبث بأمنه واستقراره ووحدته. وأشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن سياسة أمير المؤمنين في ميدان رعاية شؤون الدين تشكل منظومة مترابطة الحلقات وبناء متراص اللبنات، معتبرا أن هذه المنظومة تدعمت بعدد من المنجزات همت أساسا المساجد والعناية بالتعليم الشرعي والاهتمام بالقيمين الدينيين. وخلص الوزير إلى أن ترسيخ هذه السياسة سينصب مستقبلا على مزيد من تحسين الأحوال المعيشية للقيمين الدينيين وتطوير الإعلام الديني وتعبئة العلماء في تأطير الأئمة.