أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن علماء المغرب مؤهلون وأنهم رعاة عقيدة الأمة من الناحية الدينية وأوفياء للولاء الذي ورثوه من أجدادهم في ما يتعلق بمساندة إمارة المؤمنين من الناحية السياسية. ورفض التوفيق، في جواب له على سؤال حول استراتيجية الحكومة في ما يخص تأهيل علماء الدين والشريعة أول أمس بمجلس النواب، الخلط بين دور العلماء وأهليتهم وبين الوقائع والحوادث التي تقع في إشارة للأحداث الإرهابية ليوم 16 ماي كما ورد في السؤال معتبرا ذلك خطأ فادحا. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إن كل علماء المغرب مالكية وهم مشتغلون على تنقية عبادات الناس مما قد يكون علق بها من شوائب مذاهب أخرى، وعلى مستوى التأهيل المؤسساتي، أضاف الوزير أنه يتمثل في الإطار القانوني الذي أعطاه أمير المؤمنين لنشاط العلماء ومهماتهم، أي المجلس العلمي الأعلى والمجالس المحلية، مشيرا إلى أن العمل ضمنها مفتوح لكل العلماء الراغبين في أداء مهمتهم الإرشادية الشرعية من داخلها. من جهة أخرى، أكد أحمد التوفيق على أن تكوين علماء المغرب تكوين متين وأنه يتقوى حسب حاجيات اليوم، موضحا أن التقدير الذي يحظى به العلماء في المملكة المغربية قليل النظير في العالم، وبأنهم موجودون على الساحة أكثر من أي وقت مضى، من خلال التأطير والوعظ والإرشاد. وشدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على أنه "لا يمكن أن يظل تصورنا للعالم كما كان قبل وجود مؤسسات الدولة العصرية، التي هي مبنية على العلم وعلى احترام التخصص، ولا يمكن أن نتصور مهمة العالم في كيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارج النصيحة الورعة والتأثير التربوي في النفوس، في حين أن عشرات المؤسسات، وعلى رأسها البرلمان، تشتغل على التشريع والتصحيح". وأضاف في السياق ذاته قائلا: "لا بد أن نفهم معنى إعلان أمير المؤمنين أعزه الله عن مشروع الرابطة المحمدية لعلماء المغرب في انسجام مع إرادة صيانة حرمة الدين من المنافسات المنحازة التي قد يتيحها إطار عاد كإطار جمعيات القانون العام". ودعا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في ختام جوابه إلى ضرورة تعاون الجميع من أجل "إرساء معالم دولة المؤسسات، فالعالم لا بد أن يندمج عمله فيها لأنها كلها مؤسسات دينية من حيث المقاصد، وإنما يتميز عالم بالدين بالتزاماته المشار إليها (الفتوى والوعظ والإرشاد والتأطير الديني) إذا أراد ألا يكون مجرد متخصص في دراسة الدين، لأن ذلك التخصص وحده لا يؤهله لأن يتكلم باسم الدين". محمد عيادي