أثارت تبرأة مواطنين إسرائيليين بالمحكمة الابتدائية بمدينة آسفي وعدم إدانتهما، ردود فعل قضائية مختلفة، حول الأسباب الكامنة وراء ذلك، بعدما اعتقلا أخيرا برفقة ثلاث نسوة مغربيات، بينهن قاصر، في بيت معدّ للدعارة، وجرت متابعتهم من أجل جنحة الفساد والتحريض عليه. المثير في هذه القضية أن جلسة يوم الخميس 10 يوليوز 2008، الذي تم فيها النطق بالحكم، تمت مؤاخذة المتهمة الرئيسية بجنحة إعداد بيت للدعارة، وحكم عليها بشهرين حبسا نافذا، وعلى المرأتين بشهرين موقوفة التنفيذ، فيما لم تتم معاقبة المواطنين الإسرائيليين اللذين ضبطا في الجريمة. بل إن هؤلاء لم يظهر لهم أثر منذ يوم إخلاء سبيلهما من لدن الشرطة القضائية التي اقتحمت بيت الدعارة وقامت بالاعتقال. أما في الجلسة الأولى التي تمت يوم الاثنين الماضي، حيث أحيل على المحكمة من لدن الشرطة القضائية ملف متابعة شخصين يتحدرون من إسرائيل، تمت متابعتهم بجنحة فساد، ومعهم امرأة في عقدها الرابع، متابعة بجنحة إعداد منزل للدعارة والتحريض على الفساد، وامرأتين بجنحة التعاطي للدعارة، وأرجأت المحكمة حينها النظر في الملف، حيث تمت متابعة صاحبة المنزل المعدّ للدعارة في حالة اعتقال، ومتابعة الآخرين جميعا في حالة سراح مؤقت. هذا الإجراء قوبل باحتجاج دفاع المتهمة، الذي تساءل عن السرّ في متابعة مواطنين إسرائيليين في حالة سراح، ولِمَ لمْ يتم متابعتهم في حالة اعتقال. خاصة وأنهما أجنبيان. مصدر قضائي فضل عدم ذكر اسمه، قال لـالتجديد، أنه إذا تم اعتقال أي أجنبي فإنه يتم ترحيله إلى بلده، تماما كما يقع عند اعتقال مواطنين خليجيين في ملفات مشابهة، قضت فيهم المحاكم المغربية بالترحيل، ومنعهم من دخول المغرب لمدة معينة. لكن هذا الإجراء يكون في حالة وجود اتفاقية قضائية بين المغرب وبلد المعتقلين. وهذا غير متوفر في حالة المواطنين الإسرائيليين في ملف آسفي قيده. وفي هذه الحالة، يقول مصدرنا، يتم تطبيق القانون المغربي. على أن متابعة هؤلاء كانت تجب في حالة اعتقال وليس حالة سراح كما وقع. وعلى خلاف المغربيات الثلاث، لم تقع معاقبة المواطنين الإسرائيليين، وهو ما أثار ردود فعل حول مبرّرات ذلك، وما إذا كانت جهات محددة تدخّلت لصالحهما. وكانت المصالح الأمنية بمدينة آسفي قد أوقفت (ح-كلاليوس) المتهمة الرئيسية صاحبة المنزل الكائن بحي اهرايت البيض، رفقة مواطنين إسرائيليين وامرأتين إحدهما قاصر. وحسب مصادر محلية فإن الاسرائيليين دخلوا إلى المغرب لحضور موسم الهيلولة، والاحتفال بموسم ديني لـأولاد مزميروا السبعة وهو موسم ديني يهودي يحج إليه اليهود المغاربة في العالم سنويا.