ينظر المزارع الفلسطيني سليمان حسين الى سياج من الاسلاك المكهربة تطوق ثلاثة جوانب من منزله ويشير في حسرة صوب اشجار الزيتون التي زرعها أهله يوما وكان يوليها رعايته. قال مدمدما وهو يتراجع متفاديا جرافة تزمجر على الجانب الاسرائيلي من السياج الذي تبنيه الدولة اليهودية في عمق أراضي الضفة الغربيةالمحتلة على بعد 25 مترا فقط من منزل حسين قرب قرية بلعين بينما كان سائق الجرافة يفتش عن أنفاق او ثغرات هذا يصيبني بالغثيان. في التاسع من يوليو عام 2004 أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي حكما بعدم شرعية الجدار الذي تقميه اسرائيل على امتداد 720 كيلومترا في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة سنة .1967 وتقول الاممالمتحدة ان اسرائيل ضربت بهذا الحكم عرض الحائط ويرى حسين ذلك أيضا. ويقول ان اسرائيل بدأت في بناء هذا القطاع من الجدار الذي يحاصر فعليا بيته الاسمنتي المتواضع ويفصل بينه وبين حقول اسرته منذ ثلاث سنوات ونصف. لم يحرك هذا الجدار رغم الحكم الذي اصدرته المحكمة الاسرائيلية العليا في سبتمبر الماضي بضرورة اعادة ترسيم مسار هذا الجزء من الجدار لتفادي الاراضي الزراعية المملوكة لسكان بلعين التي تقع على بعد نحو 25 كيلومترا فقط شرقي تل ابيب. وفي بلعين يتوغل هذا الجدار ثلاثة كيلومترات داخل الخط الاخضر الذي رسم مع وقف اطلاق النار عام 1949 ويفصل بين اسرائيل والضفة الغربية بزعم تأمين المستوطنات اليهودية ومنها مستوطنة مودعين عيليت الواقعة على الجانب الاسرائيلي من الجدار. وقال حسين البالغ من العمر 76 عاما في غضب لرويترز وهو يشير باصبعه نحو الجدار المسألة ليست مسألة حائط انها مسألة أرض. انهم يقولون انها مسألة متعلقة بالأمن لكن هل تشكل حقا اشجار الزيتون والماعز التي أملكها خطرا أمنيا انهم فقط يريدون سرقة الارض. في بلعين تدخل قوات الامن الاسرائيلية في مواجهات أسبوعية مع المحتجين من بينهم يساريون اسرائيليون ونشطون موالون للفلسطينيين من الخارج. كان المحتجون يلقون الحجارة والجنود الاسرائيليون يردون بالقاء القنابل المسيلة للدموع واطلاق الطلقات المطاطية وقنابل الصوت. وفي الاسبوع الماضي اندلعت الاشتباكات أمام منزل حسين. في حديقته كانت هناك كومة من عبوات فارغة للقنابل المسيلة للدموع واحترقت الارض في مناطق قام فيها الجنود الاسرائيليون باحراق الاشجار. قالت حفيدته ميادة وهي طفلة صغيرة مشيرة الى احداها قنابل غاز. من أطلقها.. فترد قائلة الجيش. وقال جمال جمعة منسق حملة جماعة أوقفوا الجدار ما نراه على الارض هو غيتو للفلسطينيين. انهم يجعلون السلام مستحيلا.