هدمت قوات الاحتلال الصهيوني مساء أول أمس الخميس بناية سكنية في شارع أبو عبيدة غربي مدينة نابلس. وقال شهود العيان إن البناية مكونة من أربعة طوابق يقطنها أكثر من خمسين شخصا معظمهم من النساء والأطفال. وكانت القوات الصهيونية قد حاصرت البناية فجراً وأجبرت ساكنيها على الخروج منها في العراء وتحت المطر والبرد الشديد ومن ثم قامت بجمعهم داخل مخزن قريب من العمارة المستهدفة، وادعت أن شخصا بقي بداخلها ولم يخرج وهو مطلوب لها، ونادت عليه عبر مكبرات الصوت. وأضاف الشهود أن الجنود أدخلت كلابا بوليسية إلى البناية، تلاها دخول خبراء متفجرات عمدوا إلى زرع مواد متفجرة في كافة أنحاء البناية، ومدت الأسلاك فيما بين الشقق، وقبل انسحابها قبيل المغرب قامت بتفجيرها مما أحدث صوتا مدويا سمع في كافة أرجاء المدينة. ومن جانب آخر صرح الدكتور محمد غزال عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس في نابلس والناطق باسمها في الضفة الغربية بأن الشعب الفلسطيني نجح بإسقاط النظرية الأمنية الصهيونية عبر نقل المعركة إلى عمق دولة الاحتلال. وأضاف غزال أن الدولة الصهيونية قد عملت في سعيها لإقامة دولة يهودية آمنة أن تكون ساحة عدوها ميدانا لمعاركها لا ساحتها، وهو التقليد الذي كسره الشعب الفلسطيني بالعمليات المسلحة والاستشهادية في العمق. وأشار غزال إلى أن دولة الاحتلال الآن تعيش مأزق الأمن ومأزق يهودية الكيان، بعد أن استعصى الشعب الفلسطيني بكل فئاته على عقدة الخوف وبعد التخوفات والتصريحات العلنية التي يطلقها قادة العدو عن خوفهم من تحول دولتهم إلى دولة ذات أقلية يهودية. وفي سياق ملاحقة سلسلة الفضائح للإرهابي شارون أعربت مصادر رفيعة في السلطة الفلسطينية عن قلقها من مغبة قيام العدو بتصعيد عسكري جديد، في محاولة من جانب شارون، لصرف نظر الرأي العام الإسرائيلي عن قضايا الفساد الضالع فيها، ووسط استغلال الانتخابات في الولاياتالمتحدة وتجاهل بوش، في خطابه الأخير، القضية الفلسطينية. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة،أول أمس (الخميس)، إن الفلسطينيين يحذرون من مغبة قيام إسرائيل بأي محاولة ترمي إلى استغلال قضايا الفساد، من أجل تنفيذ مغامرة عسكرية جديدة في مناطق السلطة الفلسطينية بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام، وذلك سعيًا لصرف نظر الشارع الإسرائيلي والتهرب من مواجهة الحقيقة. من جانبه، أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، عباس زكي، في حديث إلى يدعوت أحرنوت، عن قلقه من إمكانية قيام شارون باستغلال خطاب بوش الأخير مضيفا يمكن لكل من يخوض في السياسة أن يدرك أن الرئيس بوش سينشغل أكثر بالحفاظ على كرسيّه، وليس بالدم الفلسطيني الذي يُسفك. وكانت قوات الاحتلال قتلت أمس صبيا فلسطينيا عمره 12 عاما وأصابت اثنين آخرين بجروح قرب سياج يفصل قطاع غزة وإسرائيل، كما جرحت سبعة فلسطينيين عندما اقتحمت مدينة نابلس بالضفة الغربية. وهدمت قوات الاحتلال بالمتفجرات أربعة منازل في نابلس وبلدات أخرى بالضفة الغربية، فضلا عن تدمير 49 منزلا خلال عملية توغل في مخيم رفح جنوبغزة. وقررت سلطات الاحتلال منع فلسطينيي الضفة الغربية الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و45 عاما من السفر إلى الخارج عبر الأردن من دون إذن إسرائيلي مسبق.