شن المستوطنون الصهاينة بمساعدة جنود الاحتلال خلال موسم الزيتون الحالي سلسلة اعتداءات وعمليات ملاحقة لمزارعي الزيتون من المواطنين الفلسطينيين في كافة محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة. وشملت الاعتداءات قيام جرافات جيش الاحتلال باقتلاع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون الرومي الذي يعود تاريخه لمئات السنين، وقيام المستوطنين بتنفيذ اعتداءاتهم المنتظمة على حقول الزيتون وأصحابها والاستيلاء عليها بالقوة أو حرقها حتى يحرموا الفلسطينيين من ثمارها. وساعد المستوطنين في تنفيذ اعتداءاتهم حاخامات حاقدون على كل جنس غير يهودي أمثال الحاخام الأكبر في الكيان الصهيوني "عبادايوسيف" الذي قال في إحدى دروسه مؤخرا: لولانا (اليهود) لما نزل المطر، ولولانا لما نبت الزرع، ولا يعقل أن يأتينا المطر ويأخذ الأشرار (الفلسطينيون) ثمار الزيتون ويصنعون منه الزيت". هذه التصريحات ليس إلا نموذجا لأفكار وسياسات تنفذها حكومة الاحتلال ومستوطنيه على أرض الواقع. وحسب إحصائيات وزارة الزراعة فإن مئات الآلاف من الدنمات الزراعية تم تجرفها، ومئات الآلاف تم الاستيلاء عليها وتحويلها إلى مستوطنات. ممنوع قطف الزيتون! وازدادت شراسة المستوطنين حدة بعد القرار العسكري الإسرائيلي بمنع الفلسطينيين من قطف الزيتون في كافة المدن الفلسطينية، ثم تنازل هذا الاحتلال إلى السماح بقطف الزيتون بتصريح خاص، وبعد توزيع سلسلة بيانات يضع فيها الجيش شروطا لمن أراد أن يصل ملكه ويعتني بأرضه ويقطف زيتونه. ففي كل من بلدتي "يطا" و"السموع" والقرى الواقعة بمحاذاة ما يسمى الخط الأخضر، على سبيل المثال، شن جنود الاحتلال والمستوطنون حملات مطاردة للمواطنين الذين يقطفون الزيتون في أملاكهم ومنعوهم من الوصول إليها. وأكد مدير زراعة جنوب الخليل المهندس جاسم قطيط ل"التجديد" أن الوصول إلى المزارع أصبح صعبا ويحتاج إلى مغامرة. وأضاف: لا يتمكن أهالي قرية "كرمه" والمناطق المحاذية للمستوطنات المقامة على أراضي المواطنين الوصول إلى مئات الدنمات من شجر الزيتون بسبب اعتداءات مستوطني المستوطنين وجيش الاحتلال عليهم وملاحقتهم باستمرار. وتابع: كذلك يمنع أصحاب حقول الزيتون المحاذية للخطوط الالتفافية المحيطة بالبلدات الفلسطينية والتي تربط بين المستوطنات من الوصول إليها للسبب نفسه. وهذا تسبب في حرمان مئات العائلات من قطف الشجرة المباركة. وأكد قطيط أن جنود الاحتلال وزعوا بيانات تهديد للمواطنين، ذكروا فيها شروطا لقطف الزيتون منها أنهم سيسمحون بقطفه لم لا يساعدون في إيواء المطاردين. وأشار إلى أن عدة اتصالات دولية أجريت بهذا الشأن مع الصليب الأحمر وغيره لم تسفر عن أية نتيجة. وناشد قطيط المؤسسات الإنسانية بالوقوف مع المواطنين ووضع حد لاستهتار المواطنين واعتداءاتهم على المواطنين. حملة جماعية وللتغلب على هذه المشاكل وكنوع من التحدي للمستوطنين نظمت المؤسسات الفلسطينية رحلات قطف جماعية للزيتون. فقد نظمت وزارة الشباب والرياضة حملة تطوعية للمساعدة في قطف الزيتون شملت عددا من القرى في الضفة الغربية وشارك فيها مئات المتطوعين. وقال محمد الهيموني، منسق إحدى الحملات في الخليل أنه تمت مساعدة المزارعين الذين يمتلكون أراض قريبة من الطرق الالتفافية والمستوطنات في قطف الزيتون. وأوضح الهيموني أن عددا من المؤسسات شاركت في الحملة مثل: وزارة الشباب والرياضة، والإغاثة الطبية، والهلال الأحمر الفلسطيني. وأكد الهيموني أن المستوطنين حاولوا مرارا عرقلة عمل المتطوعين من خلال تهديدهم بالقتل ومخاطبتهم عبر مكبرات الصوت بالرحيل، لكنهم أصروا على الاستمرار. وأشار الهيموني إلى أن عمليات القطف الجماعية كسرت حاجز الخوف لدى السكان وساعدتهم على الوصول إلى أماكن لم يتمكنوا من وصولها في السابق. مساعدة المزارعين من جانبه أكد وزير الزراعة في السلطة الفلسطينية، رفيق النتشة، أن وزارته تسعى لمساعدة المزارعين الفلسطينيين بعد طرق. وأضاف في تصريح ل"التجديد": أصدرنا قرارا بمنع استيراد الزيت من الخارج، وفي المقابل حصلنا على إذن تصدير لعد من الدول العربية كالعراق، بهدف المحافظة على سعر الزيت بما يخدم المزارع الفلسطيني. وأكد أن الوزارة تدعم المزارعين بعدة وسائل كأن تزودهم بالسماد والعلاجات وغيرها. فلسطين-عوض الرجوب