اظهر تقرير صدر عن دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية (م ت ف)، ان قوات الاحتلال دمرت 13700 منزلا فلسطينيا، وقتلت 7320 مواطنا خلال الأعوام التسعة الماضية، بينهم 1460 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما، و 340 من الإناث. وأفاد التقرير الصادر عن الدائرة، لمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق انتفاضة الأقصى، ان جيش الاحتلال ارتكب المجازر، ومارس إرهاب الدولة المنظم، ضاربا بعرض الحائط كافة القوانين البشرية والشرائع السماوية، مستهدفا الأطفال والشيوخ والنساء، مرتكبا أبشع الجرائم بحق البشر والشجر والحجر. وأشار التقرير الى قيام قوات الاحتلال، خلال الأعوام التسع الماضية، بقتل 7320 مواطنا فلسطينيا بفعل العمليات الحربية أو أعمال القتل والاغتيال المباشر للمواطنين، وكان العام 2009 الأكثر دموية، بين الشهداء: 1460 طفلا 448 من الإناث. 16 صحفيا. 20 من الأطقم الطبية. 170 برصاص المستوطنين. 167 على حواجز الاحتلال العسكرية. يضاف لقائمة الشهداء 360 مواطنا استشهدوا نتيجة الحصار الجائر المفروض منذ نحو عامين على قطاع غزة. ونوهت الدائرة الى انه خلال الأعوام التسع الماضية أصيب نحو 39 ألف فلسطيني بجراح مختلفة، نتيجة العنف الممارس من قبل الاحتلال وآلته العسكرية، بينهم 8000 أصيبوا بإعاقات مختلفة، منهم 4000 إعاقات دائمة. وبخصوص القدسالمحتلة قالت الدائرة ان سلطات الاحتلال توجت عمليات تهويد المدينة بإنهاء بناء جدار الضم والتوسع العنصري (غلاف القدس) الذي عزلها نهائيا عن محيطها الفلسطيني، مانعة دخول المسلمين والمسيحيين إليها للصلاة أو للعلاج أو للتعليم والتجارة فيما تعرض المسجد الأقصى المبارك لحصار خاص من قبل غلاة المتطرفين اليهود المدعومين والمحميين من قبل قوات الاحتلال، حيث صعد المتطرفون عمليات الحفر تحت المسجد، وفتحوا شبكة أنفاق جديدة تحت أساساته، أدت إلى سقوط بنايات ومدارس وهبوط شوارع في محيط الأقصى. وأفاد التقرير ان سلطات الاحتلال قامت ببناء كنس يهودية فوق مدارس إسلامية في محيط الأقصى، إضافة لمصادرة حجارة تاريخية أثرية ونقلها الى أماكن يهودية، في وقت عملت على إنشاء متنزهات عامة ومواقف للسيارات خدمة لمصالح المستوطنين. واستولى المتطرفون اليهود على عشرات المنازل الفلسطينية في أحياء القدس المختلفة بدعم من شرطة الاحتلال، التي أجبرت أصحابها الشرعيين على الخروج منها بقوة السلاح وسلمتها للمستوطنين. وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى هدم الاحتلال لأكثر من 1100 منزل فلسطيني في القدسالمحتلة بحجة عدم الترخيص، وشرد أصحابها الذين انفقوا كافة مدخراتهم لتعمير تلك المنازل. وحول سياسة هدم المنازل والمؤسسات العامة، جاء في التقرير أن 13700 منزلا فلسطينيا تم تدميرها على أيدي جيش الاحتلال، خلال السنوات التسع الماضية، منها 5390 منزلا تم تدميرها خلال العمليات العسكرية العدوانية على قطاع غزة أوائل العام الجاري، يضاف إليها 155 مدرسة وعشرات النوادي الرياضية والثقافية والمؤسسات الرسمية والمصانع ودور العبادة حيث تم هدم 47 مسجدا بشكل كلي و 55 مسجدا آخر بشكل جزئي، في حين دمرت عيادات طبية ومستشفيات واعيان مدنية تشرف عليها الأممالمتحدة. وتابع التقرير أن الاحتلال ألحق الضرر ب 86 ألف منزل، منذ العام 2000، نتيجة عملياته الحربية واستخدامه للأسلحة المحرمة دوليا، من صواريخ وقذائف مدفعية في قصف المنازل والجرافات، في حين دمر العديد منها بتفخيخها بالقنابل، وغالبا ما يتم التدمير دون سابق إنذار ما أوقع آلاف المواطنين بين شهيد وجريح، ودمرت مقتنياتهم أيضا تحت أنقاض منازلهم. وبخصوص الاستيطان والجدار، أشار التقرير الى بناء الاحتلال لجدار الضم والتوسع فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بطول 730 كم، والذي صادر ما يزيد عن 330 ألف دونم من أخصب الأراضي الزراعية الفلسطينية، وعزل مئات آلاف الدونمات خلفه وما تحويه من آبار ارتوازية و حقول مزروعة بالزيتون ومختلف أنواع أشجار الفواكه والأشجار الحرجية، الذي بات الوصول الى تلك الأراضي مرهونا بتصريح من الاحتلال. وأوضح التقرير أن الاحتلال دمر ما يزيد عن 1350000 شجرة مثمرة وحرجية في اطار سياسة الأرض المحروقة التي استخدمها في حربه البشعة ضد الشعب الفلسطيني وإرادته في التحرر والخلاص من أطول احتلال في تاريخنا المعاصر. وبينت الدائرة في تقريرها المعاناة الكبيرة لعشرات آلاف المواطنين، من النتائج السلبية لجدار الضم، فعشرات القرى تم عزلها عن محيطها وأبقيت داخل 3 معازل كبرى وبوابات يتحكم جنود الاحتلال بفتحها في فترات معينة تحد من حرية تنقل الطلبة لمدارسهم والعمال لأماكن عملهم، وحال الجدار دون التواصل الاجتماعي للمواطنين مع بعضهم، وزادت نسبة الفقر بينهم، وكان آخر المعازل، قرية بيت اكسا في محافظة القدس التي أغلقها الاحتلال مانعا دخول من لا يسكن فيها. وتابعت الدائرة أنه خلال سنوات الانتفاضة تسارعت وتائر الاستيطان وتوسعت المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما حول المستوطنون القاطنون بصورة غير شرعية فوق الأراضي الفلسطينية، حياة أبناء الشعب الفلسطيني إلى جحيم من خلال اعتداءاتهم المتكررة على المواطنين وممتلكاتهم، فقد استشهد خلال الانتفاضة 168 مواطنا برصاص المستوطنين، بينما تم تخريب عشرات آلاف الدونمات وإحراقها وقطع أشجارها من قبل تلك العصابات. وبخصوص حواجز الاحتلال، ذكر التقرير ان الاحتلال حاصر المدن والقرى الفلسطينية ووضعها في معازل وحواجز عسكرية زاد عددها عن ال 630 حاجزا منها 93 يتواجد عليها جنود الاحتلال بصورة دائمة، يتحكمون في حركة وتنقل المواطنين الذين باتوا رهينة في أيدي جنود الاحتلال الذين امتهنوا كرامتهم ومارسوا ساديتهم في التعامل مع أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث اضطروه لسلوك طرق بديلة شكلت خطرا حقيقيا على أرواحهم التي فقدها العديد منهم سواء برصاص الاحتلال أو بسبب وعورة تلك الطرق. وفي المقابل سَهَّل الاحتلال حركة المستوطنين عبر فتح طرق التفافية واسعة على حساب الأراضي الفلسطينية، زاد طولها عن ال 500 كم، منع الفلسطينيون من المرور عبرها. ونتيجة تلك الحواجز سقط نحو 170 فلسطينيا شهداء، غالبيتهم من الأطفال حديثي الولادة مما أجبرت أمهاتهم على الولادة على تلك الحواجز ما أدى الى وفاتهم، وتوفي عشرات المواطنين المرضى بعد عدم السماح بنقلهم الى المستشفيات. وفي إطار حديثها عن موضوع الأسرى قالت الدائرة ان سلطات الاحتلال اعتقلت خلال الأعوام التسع الماضية ما يزيد عن 69 ألف فلسطيني، بقي منهم في سجون الاحتلال 8200 أسير، منهم 35 أسيرة و 326 طفل و 388 معتقل اداري دون محاكمة، يقبعون في ظروف اعتقال بالغة السوء يعاملون بصورة منافية لكافة القوانين والشرائع الدولية، ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والإهمال الطبي ما أدى الى استشهاد 77 أسيرا منذ بداية انتفاضة الأقصى. وأشار التقرير إلى ما تعرض له الصحافيون الفلسطينيون والأجانب العاملون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث استشهد برصاص وقذائف الاحتلال 16 صحفيا أثناء تأديتهم عملهم، بينما أصيب العشرات منهم بجراح مختلفة، ودمر الاحتلال عديد المكاتب الصحفية واعتقل عشرات الصحافيين، فيما استولى على محطات البث التلفزيوني والإذاعي، ومنع عددا منها من مواصلة بثها.